تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بعد إعلان الطوارق استقلال أزواد.. الأزمة إلى التدويل

قاعدة الحدث
الخميس 15-11-2012
 إعداد: دينا الحمد

في بداية شهر نيسان من العام الحالي 2012 أعلن المتمردون الطوارق في شمال مالي استقلال اقليم أزواد وقد رفض هذه الخطوة المجتمع الدولي ودول الجوار الافريقي.

وقالت الحركة الوطنية لتحرير أزواد في بيان لها إنها قررت باسم ما يعرف بالشعب الأزوادي بشكل لارجعة فيه اعلان استقلال دولة أزواد وتعهدت الحركة بتوفير الأمن داعية المجتمع الدولي إلى الاعتراق بازواد دولة مستقلة دون تأخير ومعتبرة أنها ستستمر في تسيير شؤون الاقليم حتى يتم تعيين سلطة محلية.‏‏

وعلى الفور قام رؤساء أركان دول المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا بإعداد تفويض لتشكيل قوة لارسالها إلى مالي وحذرت منظمة العفو الدولية من أن منطقة شمال مالي على شفير كارثة انسانية كبرى.‏‏

ورفض الاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي وفرنسا القوى المستعمرة السابقة إعلان استقلال ازواد معتبرين انه باطل ولاغ ولاقيمة له على حد قول رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ.‏‏

واكد بينغ مجدداً على مبدأ عدم المساس بالحدود التي ورثتها الدول الافريقية عند حصولها على الاستقلال كما شدد على حرص الاتحاد الافريقي الشديد على الوحدة الوطنية ووحدة وسلامة اراضي مالي.‏‏

ومنطقة ازواد الشاسعة تمتد على مساحة تعادل مساحتي فرنسا وبلجيكا مجتمعتين وتعد مهد الطوارق.‏‏

وهي تقع شمال نهر النيجر وتشمل ثلاث مناطق ادارية هي كيدال وتمبكتو وغاو وبعد اسبوع من الانقلاب العسكري الذي اطاح في 22 آذار في باماكو الرئيس امادو توماني توري سقطت المناطق الثلاث بايدي الحركة الوطنية لتحرير ازواد وحركة انصار الدين الاسلامية واللتين يعتقد انهما تتلقيان مساندة من عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ومجموعات اخرى.‏‏

وقال رئيس الوزراء الجزائري احمد أو يحيى إن بلاده ترفض المساس بالوحدة الترابية لمالي مشيراً إلى أن الواضع في هذا البلد الجار مقلق بالنسبة للجزائر.‏‏

وأضاف أويحيى أن الجزائر ترفض تقسيم دولة مالي وتدعو إلى الحفاظ على الوحدة الترابية لهذا البلد.‏‏

وأشار إلى أن الوضع في مالي معقد جدا فمن جهة هناك المتمردون الطوارق ومن جهة أخرى هناك التهديد الإرهابي الذي تجسده جماعات متطرفة رفعت السلاح من أجل إقامة دولة إسلامية في مالي وهو نفس ما تعرضت له الجزائر خلال تسعينيات القرن الماضي والذي أضحى يسمى بـ المأساة الوطنية موضحا أن الجزائر حذرت منذ البداية من انعكاسات الأزمة الليبية وانتشار الأسلحة في المنطقة وأن ما يحدث في مالي هو خير دليل على صحة التحذيرات التي أطلقتها السلطات الجزائرية.‏‏

ويؤكد الباحثون أن الطوارق جاؤوا من هجرة عرب المشرق غرباً ومن أحفاد طارق بن زياد فأطلق عليهم الطوارق وتسموا بالملثمين وبالرجال الزرق وهم يشكلون المجموعة الأمازيغية الأكثر توغلاً في جنوب الصحراء العربية بشطرها الإفريقي ويتوزعون على عدة مناطق ومنها جمهورية مالي وفي مدينة تمبكتو وفي أزواد وادغاغ الأنصار ويؤكد أحد العارفين بشؤونهم أنهم يجيدون اللغة الفرنسية وعلومها.‏‏

ويقول أيضاً: من النادر أن نجد طوارقياً لا يحفظ شيئاً من المعلقات وشعر المتنبي وأبي العلاء المعري والفرزدق وجرير ويلبسون السروال والقميص تحت العباءة الواسعة المشهورة في ليبيا وموريتانيا أما في العصر الحديث ومع الاحتلال الفرنسي ورفض أبناء الطوارق للهيمنة الاستعمارية بأشكالها كافة العسكرية والثقافية والسياسية والإدارية وتحول رفضهم للاستعمار إلى ثورات مسلحة ومتعاقبة ومع الاستقلال في عقد الستينيات من القرن العشرين لم ينتبه حكام مالي إلى خطاب السكان الطوارق فقاموا بثورتهم عام 1962 في شمال مالي وأعلنوا مدينة تمبكتو مدينة محررة آنذاك واتخذوها عاصمة لثورتهم وقد استعان رئيس مالي آنذاك موديبوكيتا بالقوات الفرنسية لإخماد تحركهم المسلح كما اعتقل زعماءهم وهجر الآلاف منهم إلى مناطق نائية لكن هذا لم يمنعهم من المطالبة بحقوقهم في الحياة الكريمة بشتى الوسائل وفي مطلع تسعينيات القرن الماضي ثاروا من جديد وتدخلت الجزائر بطلب من مالي والنيجر وتم الإعلان عن وقف لإطلاق النار وعقدت مفاوضات انتهت باتفاقية سلام في كانون الثاني 1991 ولم تنفذ حكومة مالي بنود الاتفاق واستمر القتل والاضطهاد والتهيجر القسري فنزح عدد كبير منهم إلى ليبيا وبوركينا فاسو والجزائر.. ويؤكد الباحثون أن شركات النفط العالمية العملاقة تسعى للاستحواذ على النفط ما شكل صراعاً حاداً بين الدول الكبرى ويبدو الطوارق في مالي كدمية في يد تلك القوى الكبرى المتصارعة لاستقلالهم في لعبة التوازنات النفطية الاستعمارية ويرى مراقبون أن مطالبة المسلحين في شمال مالي وفي إقليم ازواد تحديداً بالاستقلال اليوم تهدد وحدة دول عديدة محيطة بمالي علماً أن عدة شركات عالمية بدأت تنقب عن النفط والمعادن الثمينة في شمال مالي.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية