تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في الذكرى 42 للحركة التصحيحية.. جيش قادر على الصمود ومواجهة التآمر

شؤون سياسية
الخميس 15-11-2012
 محرز العلي

وضعت الحركة التصحيحية التي قادها الرئيس الخالد حافظ الأسد في 16/11/1970 اللبنة الأولى لحالة الأمن والاستقرار التي عاشتها سورية على مدى العقود الماضية وحسمت التناقضات وهيأت المناخ الإيجابي السليم لجوانب العمل المختلفة في الدولة

وجعل الرئيس الخالد من سورية دولة لها وزنها ووجودها وثقلها على الساحة الإقليمية والدولية والمدافع عن قضايا الأمة العربية الوطنية والقومية عبر تبني خط المقاومة والممانعة لمواجهة المخططات والأطماع الاستعمارية التي تهدف إلى إضعاف العرب وإدخالهم في فتن دينية ومذهبية تخدم أجندات الغرب الاستعماري وأمن الكيان الصهيوني.‏

لقد أسست الحركة التصحيحية لمرحلة من النماء والتقدم والازدهار حيث حققت الحركة إنجازات كبيرة وكثيرة طالت مختلف جوانب الحياة ومنها جانب إعادة بناء القوات المسلحة تقنيا وعقائديا بما يعزز قدرتها القتالية ويمكنها من أداء المهام المناطة بها على المستويين الوطني والقومي وفي مقدمة ذلك تحرير الأرض العربية المغتصبة ولاسيما الأراضي السورية والفلسطينية المحتلة والدفاع عن كرامة الأمة العربية وهذا ما أكده القائد الخالد حافظ الأسد عندما قال سيظل جيشنا موضع الفخر والاعتزاز وموضع الأمل الوطني الكبير والأمل القومي الكبير.‏

لقد عملت الحركة التصحيحية على تعزيز وحدة الشعب والجيش وطرحت شعار الجيش للحرب والإعمار وبذلك أصبح الجيش العربي السوري يساهم في تنفيذ خطط إعمار وتنمية سورية من خلال مؤسساته المختلفة وإدارته المتخصصة في شق الطرق وإقامة السدود والأقنية وبناء المدارس والمعامل والمدن الرياضية والخدمات الطبية وتطوير الثقافة والمسارح هذا بالإضافة إلى تطوير البنية الهيكلية للقوات المسلحة في مختلف صنوفها بما يتناسب مع المهام الملقاة على عاتق كل صنف وسلاح وفق متطلبات المعركة المشتركة الحديثة فقامت القيادة بإحداث تشكيلات وقطعات جديدة تتطلبها حاجة القوات وطبيعة الحروب وكان معدل التطور عاليا وفي زمن قياسي حيث شهدت القوات المسلحة تطورا كبيراً في مضامين التدريب وأساليبه وكان التركيز على بناء الإنسان المؤهل والمستعد نفسيا وجسديا وعقائديا لأنه العامل الحاسم في أي معركة وليس السلاح فقط وقد كان لذلك الأثر الكبير في انتصار الجيش العربي السوري في حرب تشرين التحريرية حيث قدم الجيش العربي السوري ملاحم من البطولة والشجاعة والانضباط واستخدام التقنيات الحديثة التي زودت بها قطعات الجيش وقد شهد بذلك العدو قبل الصديق.‏

إن التطوير النوعي والكمي السياسي والعسكري الذي حظي به الجيش العربي السوري في عهد الرئيس الخالد حافظ الأسد أخذ مداه الكامل وفي المجالات كافة في ظل قيادة الرئيس بشار الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة حيث ركز سيادته جل اهتمامه للنهوض بالقوات المسلحة تنظيما وتدريبا وتسليحا وجاهزية لتكون على أهبة الاستعداد لمواجهة ما يتهدد سورية من أخطار وباتت القوات المسلحة تحظى بمكانة مميزة في وجدان جماهير الشعب التي تنظر إلى كل مقاتل على أنه يمثل الشرف والإباء والرجولة والكرامة والحصن المنيع في وجه أي خطر يتهدد الوطن إضافة إلى أن القوات المسلحة في نظر الشعب تمثل ضمانة الحياة الكريمة الآمنة وهي متشعبة في كل أركان المجتمع وقلما يخلو بيت من انضمام أحد أفراده إلى هذه المدرسة الوطنية التي غدت معقد أمل ورجاء أحرار الأمة العربية انطلاقا من أن سورية هي آخر القلاع العربية الصامدة في وجه المخططات والمؤامرات التي تستهدف الهوية الوطنية والقومية العربية.‏

إن ما حققه الجيش العربي السوري من انتصارات في حرب تشرين التحريرية ووقوف سورية في وجه المخططات الاستعمارية التي حاولت إدخال العرب في حرب مع الثورة الإسلامية في إيران ومساهمتها في تحرير الكويت وانتصار المقاومة اللبنانية خلال تصديها للعدوان الإسرائيلي عام 2006 وصمود المقاومة الفلسطينية عام 2008-2009 كان سببا مباشرا لتكالب القوى الاستعمارية على سورية من أجل النيل من صمودها ودورها المقاوم والممانع لمشاريع الهيمنة الاستعمارية في المنطقة التي تستهدف تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ خدمة للكيان الصهيوني ومشروع الشرق الأوسط الكبير.‏

إن ما تشهده سورية اليوم من أحداث أليمة نتيجة الحملة العدوانية الشرسة التي تشترك في تنفيذها الولايات المتحدة الأميركية وقوى الغرب الاستعماري ودول إقليمية وعربية عبر دعم الجماعات المسلحة التكفيرية بالمال والسلاح وتشجيعها على ارتكاب المجازر وخلق الفتنة، إنما تستهدف إضعاف كيان الدولة السورية واستنزاف طاقاتها إلا أن الجيش العربي السوري الذي شعاره وطن شرف إخلاص يواصل مسيرة التصدي والصمود ومواجهة المؤامرة عبر ملاحقة فلول الإرهابيين ليعيد الأمن والاستقرار لربوع الوطن ويحقق مع الشعب السوري الانتصار على قوى الشر والغدر والعدوان والعملاء والمراهنين ليبقى هذا الجيش العظيم حامي الحمى والمدافع عن أمن الوطن والمواطن وفي الذكرى الثانية والأربعين للحركة التصحيحية المجيدة نوجه أسمى آيات الشكر والعرفان لأفراد وصف ضباط وضباط الجيش العربي السوري الذي يشحن القوة لمواصلة التصدي للإرهابيين المأجورين الذين يروعون المواطنين ويبثون الفوضى ويحاولون تدمير إنجازات التصحيح التي طالت كل مناحي الحياة وبذلك تكون قواتنا المسلحة كما عهدناها دائما معقد الأمل والرجاء لكل سوري وعربي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية