|
نافذة على حدث وما يفعلونه اليوم باسم الدين إساءة للدين ولصورة الإسلام ورسالته، وكل مديري المدرسة الاستعمارية القديمة والحديثة بكتاباتهم واعترافاتهم يؤكدون مدى استغلالهم واستعمالهم للدين المتطرف في المنطقة ، واحتضانهم للعناصر التكفيرية الإرهابية . كما يعلم الجميع بأن القوى المتآمرة على سورية وعلى رأسها الرجعية العربية لها اليد الطولى فيما حدث وفيما يحدث وفيما سيحدث في المنطقة العربية ، لقد ضربوا العراق ودمروا قواته العسكرية ، وقسموا السودان لتشتيت القوة النفطية الجديدة فيها، وهدموا ليبيا وتركوها لصراعات قبلية ومدنية، ولعبوا لعبتهم في مصر وجعلوها تتخبط بهستيريا السياسات الحزبية ، وأشعلوا نار حرب ضروس في اليمن ضد ما يسمونه «القاعدة» فيها ، ولم يبق أمامهم إلا سورية ،فشنوا هذه الحملة المحمومة عليها وعلى شعبها ، وكل ذلك للقضاء على من يقف في طريقهم ويمنعهم من تنفيذ أهدافهم،ولاسيما القضاء على الخط القومي والفكر العروبي ، وضرب النموذج الحضاري والتنموي قي سورية والأمان الذي كان فيها والذي لا مثيل له في العالم . وإذا كان ملتقى أعداء سورية الأخير في الدوحة قد عكس وجود خطة غربية ، أوكل تنفيذها إلى قطر والسعودية وتركيا، تستهدف تغذية حرب أهلية في سورية ، فإن الكلام في واشنطن عن تنفيذهذه الخطة أصبح حديث الكتاب والإعلاميين والأوساط الأميركية المطلعة على ما يجري في كواليس دوائر القرار الأميركي والتي تؤكد اهتمام الغرب بمواصلة نزف الدم والطاقة السورية، ليس فقط بهدف استمرار الصدامات المسلحة في سورية وإنما بهدف إضعاف سورية وتبديد طاقاتها . في ظل الفوضى ، يختفي السؤال عن الأسباب الكامنة وراء عدم اتفاق من يسمون أنفسهم معارضة، وحين يبحث المرء عن جواب لعدم الاتفاق فيما بينهم يكتشف أن القضايا الوطنية والقومية السامية هي التي توحد، أما الذين لا يحملون قضية وطنية سامية، فيتفرقون في خياناتهم ومسارات ذلهم. وفي ظل الطفرة الأخلاقية ،لايساءل أصحاب نظرية «العنف المضاد» وهي النظرية التي ترمي إلى شرعنة كل عمل اجرامي وارهابي مهما كان حجمه وضحاياه ، وقد يتجرأ هؤلاء ويقولون إن مجزرة هنا وأخرى هناك تقع في خانة «العنف المضاد» |
|