تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عوجـــة

ســاخرة
الخميس 15-11-2012
 أكرم الكسيح

الطبيعة عادلة حبذا لو نتعلم منها ونتعظ من حكمها ونسير في ركب عدالتها، وننسج على منوالها، فالبرد مثلاً عندما يأتي لايميز بين بيت وآخر، وحارة وأخرى، ولايهمها إن كان من بداخل هذا البيت أغنياء أم فقراء، ولا تعلم أن هذا البيت حصل على مخصصات المازوت أم لم يحصل.

المهم هي تنشر قشعريرتها بالتساوي. لكن نحن معشر البشر لنا قوانينا وسلوكياتنا، التي فيها يختلط الحابل بالنابل وعباس بدباس، وبعض منا يدخل من نفسه المريضة الكثير لخرق القانون وتفصيله على هواه ومقاسه، مع عدم نسيان الحجج والأعذار وبعض الحلفان على الطالعة والنازلة، والمثل لم يترك شيئاً إلا وقاله، وكما يقولون: «اللحام يشتري اللحمة من محل آخر»، وعندما يسأله الزبون لايترك وصفاً جميلاً في وصف اللحم الذي في محله إلا ويكيله، وعن السعر حدث ولاحرج ، وتعيفك أن يدفع من جيبه آخر النهار وكذلك بقية المحلات التي تشتري منها، وبعض المزارعين والصناعيين والتجار وغيرهم، فالهرمونات حدث ولاحرج في الفروج، والبطيخ وبعض الخضروات التي تحتمل الهرمونات، حيث المهم أن تمتلىء الجيوب مهما كانت العيوب.‏

الكل يغش الكل، وفي أحاديثنا الجميع قمة في النزاهة والصدق والأمانة، وكله ماشي والأنكى من ذلك الآرمات التي تزين المحلات والأسماء الرنانة مثل الأمانة، الصدق، النزاهة، الاخلاص وغيرها وعلى مبدأ «ماحدا بيقول عن زيته عكر».‏

والغريب في الأمر أن القطاع العام لايقل عن القطاع الخاص في هذا الموضوع، فالموظف ليس عنده خيار وفقوس وعلى أرض الواقع البعض منهم لايقل عن أصحاب المحلات في شيء، بل يزيد عليه في مخالفة القانون، والأهم أنه على طول ومنزعج من المواطن اللحوح ونسأل أحياناً: «من أين تخلق الأزمات والاختناقات وطوابير الانتظار حتى على الخبز».‏

بعد الأخير‏

«ثعبان» كئيب وحزين وشارد وعندما سألوه عن السبب قال: خمس سنوات من الحب وبالأخير اكتشف أنه بربيش (نبريج).‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية