تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الثقــافــــــــــــة .. أصالة وإبداع ونبض إنساني

ثقافـــــــة
الخميس 15-11-2012
اثنان وأربعون عاماً من عمر الحركة التصحيحية التي قادها القائد الخالد حافظ الاسد واليوم إذ نحتفي بإنجازات أبرزها الثقافة الإنسانية التي تجسدت في كل مظاهر الإبداع ,

فصروحنا الثقافية ليست حجارة وبناء بل هي شوامخ أساسية أعطت الثقافة الإنسانية معنى جديداً وأضافت للتراث قراءات أصيلة , حين نتحدث عن الثقافة فأنما نتحدث عنها كأثر خالد وحاجة عليا للبشرية, أليست هذه مقولة من قاد التصحيح وجعله استرتيجية لبناء الإنسان.‏

الثقافة التي أرستها الحركة التصحيحية  ‏

تنطلق من أساسيات حددها قائد التصحيح القائد الخالد حافظ الأسد بمقولات بسيطة سهلة لكنها ذات عمق ودلالة موحية دائماً وأبداً فالشعب هو مصدر السلطة، وهو الغاية والهدف، وبناء الإنسان الغاية الكبرى في مسيرة طويلة وطويلة، وإذا كان بناء الإنسان هو الركيزة الأساسية فالبناء سوف يرتفع عالياً ويشمخ وسيكون الحصاد وفيراً، وبدأ البذار والزرع ولم يتأخر الحصاد أبداً، في عملية متناوبة ما بين زرع وحصاد دائم، فمن يزرع لموسم واحد فلا شك أنه خاسر ومن يزرع ومن يزرع لمواسم ومواسم، وما إن ينته من زرع حتى يبدأ بزرع آخر وحقول أخرى لا شك أنه يبني للوطن وللأمة وللأجيال القادمة، فحاضرنا الذي نعيشه بكل ما فيه من بناء شامخ هو غرس الأمس وعمل اليوم، وهو ذاته الذي يبني للغد، والغد القادم هو كذب سيبني لما هو أتٍ في مسيرة البناء وفي القراءة المتأنية لمحطات بناء الإنسان نجد أن هذه الآليات هي المنطلق والأساس في كل المشروعات والإنجازات، فلا مشروعات بلا إنسان واعٍٍِ لأهدافها وغاياتها ونتائجها، ولا إنسان بلا غايات وأهداف وهنا تكمن الدقة في توجيه الأهداف وكفايات التي وجه إليها الإنسان في ظل التصحيح، وهي غايات وقيم أصيلة نبيلة، قيم الوطنية والعروبة والإنسانية فجرت هذه الطاقات وأعيدت صياغتها من خلال نظم وقوانين تصونها وترعاها وتفعلها وتخطط لها فكانت النقابات المهنية التي أخذت دورها الحقيقي من خلال المشاركة في صياغة الخطط والأهداف والوقائع، وليس دور هذه النقابات عملاً تنظيمياً وكفى، بل هو عمل تثقيفي تنويري وتفاعلي سواء كانت نقابة في معامل صغيرة أم مؤسسات صناعية كبرى، ومن هنا تحولت أماكن الإنتاج إلى ورش فكرية حقيقية في جوانب غير جوانب الإنتاج ولا نأتي بجديد إذا قلنا إن الكثير من النقابات أدت دوراً ثقافياً وفكرياً صقل المهارات والغايات والأهداف وزاد من الأفق المعرفي لدى من توجهت إليهم.‏‏

وإذا كان هذا على مستوى ربط الإنتاج برابط آخر هو الوعي المعرفي والثقافي.. فماذا كان في جانب الإبداع على مستوى الفنون والثقافة.‏‏

صون اللغة وحمايتها‏

لقد أولت الحركة التصحيحية لغتنا العربية اهتماماً واسعاً وكان القائد الخالد حافظ الأسد حريصاً كل الحرص على دعم ما يعزز مكانة هذه اللغة في المدارس والمعاهد والجامعات من هنا كان الاهتمام الواسع بتدريس اللغة العربية لغير المختصين من خلال مناهج بسيطة وسهلة تحبب الطالب بلغته وتشده إليها، وبالإضافة إلى ذلك الاهتمام بالجانب البحثي لهذه اللغة، فتم دعم مجمع اللغة العربية أول مجامع اللغة العربية وتم إعطاؤه الدعم الذي يريده، واليوم غدا هذا المجمع بمؤتمراته ومطبوعاته محطة أساسية لعلماء اللغة العربية ومبدعيها،واستمر هذا الدعم في ظل مسيرة التطوير والتحديث التي يقودها السيد الرئيس بشار الأسد، إذ تم توسيع ملاك مجمع اللغة العربية وشكلت لجنة وطنية لتمكين اللغة العربية، وطرحت قضية اللغة على أعلى مستوى سياسي ( في القمة العربية التي انعقدت في دمشق).‏‏

وكان أن حذت دول عربية كثيرة حذو ما فعلته سورية من أجل اللغة وعاء اللغة والفكر.. ولا نأتي بجديد إذا قلنا إن دمشق قلب العروبة بجامعاتها ومعاهدها وعلمائها هي الآن الملاذ والموئل لصون اللغة العربية وصقلها وحمايتها والدفاع عنها لأنها رابطتنا الوثقى وهويتنا المتجددة بتجددنا، وهي جوهر إبداعنا.‏‏

أصالة وإبداع‏

الثقافة العربية في سورية وهي ثقافة ضاربة الجذور في الماضي معانقة للحاضر متطلعة لآفاق المستقبل ثقافتنا ليست متعصبة لماض ٍ، بل تستمد منه وتأخذ أجمل ما فيه، فالثقافة العربية التي انطلقت من دمشق هي التي فاضت على الدنيا ابداعاً وحضارة، فالطبيب الذي بنى أعظم وأول المشافي في دمشق هو ذاته الشاعر والمفكر والإنسان، وما حمله العرب الفاتحون من دمشق إلى الأندلس كان جمالاً وابداعاً في البناء والعمارة والطب والقضاء والشعر والعلاقات الإنسانية، وهذا العطاء الإنساني لم يكن لو لم يستند على جذور حقيقية لا تقتلعها رياح عاتية مهما اشتدت واستعرت، حضارة عمرها أكثر من 7000 آلاف سنة كما قال السيد الرئيس بشار الأسد قائد مسيرة التطوير والتحديث، هي ثقافة بالتأكيد نامية متطورة، فاعلة ومتفاعلة ثقافة تهيأت لها وسائل الابداع وأدواته، فتدفقت سيلاً من العطاء، ثقافتنا بصروحها التي تحتطنها وتمثل وعاءها الأول هي التي تنتشر الأن في كل أنحاء العالم وتلقى الرضا والاستحسان، فعلى امتداد مساحة الوطن ينتشر أكثر من 400 مركز ثقافي تمثل إشعاعاً حضارياً وثقافياً وفكرياً، تشهد كل يوم أمسيات وندوات ناهيك عن الصروح الثقافية التي أصبحت معالم أساسية في سورية والوطن العربي، وهل نذكر بمكتبة الأسد الوعاء الثقافي والحضاري والفكري الشامخ الذي استقطب الحركة الثقافية بدءاً من المعارض والندوات والمؤتمرات مروراً باحتواء آلاف المخطوطات العربية النادرة حيث تهيأ لها أسباب الاستمرارية لتكون رافداً وزاداً للباحثين والمحققين وبالقرب من المكتبة تقف دار الأوبرا شامخة كرمز ثقافي ومعماري وحاضنة إبداعية على مسارحها تألقت فرق عربية وعالمية، ومن على منصاتها شهد العالم روعة الإبداع السوري الأصيل، ومثل هذه الدار دور أخرى كثيرة تنتصب في اللاذقية والرقة وحلب.. واليوم تزدهي الدراما السورية في ظل التصحيح ومسيرة التطوير و ارتفعت رايات الإبداع السوري في أنحاء الوطن العربي كافة.. التصحيح الذي نحتفي به اليوم كاستمرارية فكر وعطاء وتفاعل، التصحيح هذا مسيرة وطن آمن أن الأمة كلها ذات رسالة خالدة وأن الإنسان غاية الغايات وأن الثقافات هي الحاجة العليا للبشرية. التصحيح حراكنا الاجتماعي والسياسي والثقافي، دفقنا المستمر في مسيرة التحديث التي تزيد البناء رونقاً وبهاء‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية