تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نافذة .. في ذكرى التصحيح

آراء
الخميس 15-11-2012
 سليم عبود

سورية منذ القائد  حافظ الأسد إلى القائد  بشار الأسد ..

في مواجهة لاتتوقف مع أعداء العروبة ..‏

 الحرب هي الحرب ،‏

والأعداء هم الأعداء ،  والأسئلة الحاقدة تتكرر   :‏

لماذا  يظل  الياسمين الدمشقي يعبق بالعروبة  في دمشق..‏

لماذا لاتزال دمشق صامدة في وجه الهول الصهيوني والأمريكي ..‏

مشكلة سورية منذ   الراحل حافظ الأسد  إلى الرئيس  بشار الأسد   تمسكها بعروبتها ، وثوابتها الوطنية والقومية ، ودعم المقاومات العربية .‏

يقول الرئيس بشار الأسد:‏

لو أن سورية تخلت عن مواقفها القومية لما كانت لديها مشكلة ..‏

وهم قالوا : « على الرئيس الأسد التخلي عن نهج المقاومة ، وإقامة استسلام مع إسرائيل لوقف مايحدث في سورية »  .‏

ولكن سورية لاتساوم ، وقائدها لايساوم‏

  ‏

الطريق  بكل محطاته في زمن  الراحل حافظ الأسد  هو الطريق  نفسه في زمن بشار الأسد .. طريق العروبة ، ونهج المقاومة ، وبالرغم من كل التحديات ، والضغوط ، وبالرغم من تلك المجازر التي ترتكب بحق السوريين ، وبحق العرب والعروبة ، لاتزال سورية  صامدة ، متحفزة للنضال والمقاومة ،  لم تغير دربها ..‏

ممسكة بعروبتها ، وبانتمائها الوطني والقومي ،وبثوابتها ، وأهدافها ،‏

 في الماضي انتصرت  على التكفيريين ، وعلى الجهات الداعمة لهم  في الغرب وبلدان الاستسلام الخليجية وغي  الخليجية ، وخرجت سورية أكثر قوة ، ومناعة ،وثقة بدربها ، وبمواقفها ، وثوابتها..‏

و اليوم ستنتصر  سورية ،وترسم  بدم أبنائها  الشهداء ، وإرادة شعبها ،وقيادتها  مجد العرب على امتداد  أجنحة  الوطن الواسع من المحيط إلى الخليج .‏

 هذا الحاضر  الغارق بأوجاع الدم  ، يوقظ فينا الماضي ،‏

 من الخطأ أن ننسى الماضي ..‏

أن ننسى مسيرة  قائد و شهداء، ورجال ، وأبطال ، وصابرين ، ووطناً يحبو خطوة خطوة في درب النهوض  في مواجهة إعصار حاقد كافر ....‏

  ‏

كل ما في القائد حافظ الأسد شاهد على استثنائية فريدة  ..‏

«كلماته ، سلوكه ، فكره ، مواقفه ، تعامله مع الناس، ومع الوطن ،والأمة ..‏

أمسك باللحظات التاريخية الهاربة ، ليشعل على صفحاتها المعتمة الألق القومي ،‏

وليخرج الأمة من صحارى الضياع والذاتية ..‏

كان موجوعاً  بالعديد من القضايا الوطنية والقومية :‏

«نكسة  حزيران ..تحرير الأرض ، إعداد الجيش، بناء  سورية ، اقتصادياً،وسياسياً،واجتماعياً  ، الجبهة الوطنية ، البعث ، تطوير فكر البعث ،  التضامن العربي ..‏

ومن أبرز  القضايا  التي كانت تشغله « قضية  فلسطين «‏

كانت فلسطين في عقله ، فلسطين ليست عنده أرضاً أخرى كأي أرض عربية وحسب فهي جنوب سورية، فقد نشأ حافظ الأسد في ظل الإيمان المطلق بأن فلسطين جزء هام في الوطن العربي.. وفلسطين كلها مع الأقصى هي أولى القبلتين.. وفلسطين هي مركز الصراع بين الأمة وبين الصهيونية.. وأن فلسطين هي الامتداد الطبيعي لسورية.. من أجل ذلك ظلت فلسطين في عقله وذاكرته وفي دائرة اهتمامه.. وظلت المقاومة الفلسطينية محتضنة لديه ومدعمة ويرى فيها أملاً وقوة وطريقاً لتحرير الأرض‏

  ‏

كانت الطائفية توجع القائد الراحل حافظ الأسد  ،   كان يرى  في العروبة الحل لكل أمراض العرب ..والحل لمقاومة مشروع الغرب التفكيكي ، والحل لمواجهة المشروع التوراتي الصهيوني .‏

كان حافظ الأسد  يرى في الفكر التكفيري دماراً للأمة العربية  ،والإسلام ،‏

وكان شديد الالتصاق  بالطبقة العاملة ،‏

و قريباً من الفلاحين ، كلمته المشهورة :«كل قرار يتخذه الفلاحون يصبح قراراً نافذاً،وملزما» لأن الذين يعرقون لبناء الوطن ، هم الأحق برسم مستقبل الوطن ..‏

فالأوطان لاتبنى بعطر المترفين ،  وإنما  تبنى بعرق الكادحين .‏

كان يجهد نفسه لتحقيق التوازن الاستراتيجي مع العدو ،‏

ونجح في تحقيق  الأمن الغذائي  ..‏

  ‏

 بين دمشق وحافظ الأسد ،‏

بين العروبة وحافظ الأسد ...‏

وبين التاريخ وحافظ الأسد ، علاقة تتخطى  العواطف  ، ..‏

رغم كل هذا النعيق الذي يخرج من قطر ، والسعودية ، وتل أبيب وواشنطن ،  سيظل حافظ الأسد في ذاكرة  الأمة ، وفي نبض  شرايينها ،وفي ألق وهجها العروبي إلى آخر الزمان ..فحافظ ألأسد حوّل سورية من دولة هامشية ، تتقاذفها الأمزجة، والأحلاف ، إلى دولة تصنع الأحداث ، من دولة يكتبها التاريخ ، إلى دولة تكتب التاريخ ،وترسم مسارات المنطقة ..‏

  ‏

مايجري اليوم ربيع بلا عروبة ..‏

أعداء سورية  لايعملون اليوم على تخريب  الحاضر وحسب ، بل على تخريب المستقبل ، إنها سايكس بيكو الثانية كما يقول هيكل ، ولكننا سننتصر ، لأن الشعب الذي يبذل الدم في سبيل وطنه ، لايهزم .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية