|
رؤية يكتشف بسهولة مدى قصور الاطلاع، حتى عند العديد من العاملين في المجال الفني والثقافي، الذين لايزالون يطلقون الاحكام التعسفية والجاهزة، على الفن التشكيلي ونقاده، ولا يزالون يؤمنون ايضاً بأن المواضيع الاستعراضية، التي تتناول حياة النجوم الشخصية، هي الأكثر قدرة على جذب واستقطاب جمهور القراء من مختلف الشرائح والمستويات والأعمار، متجاهلين أن الجمهور العربي يتابع الألبومات الغنائية، ولا يتابع مايكتب عنها، أي انه يسمع ويرى، ولا يقرأ إلا في حالات استثنائية ونادرة. فكثيراً ماتحوز لوحة فنية حديثة تعبيرية أو تجريدية، على أعلى نسبة من المتابعات، وتليها في أحيان كثيرة، اللوحات الكلاسيكية والرومانسية والواقعية والانطباعية وسواها، ويجب أن تفيد هذه الحقائق بعض المغرضين، وتساهم في تغيير الاعتقاد السائد عندنا، ويعترف هؤلاء بقدرة الكتابة النقدية التشكيلية، المرتبطة بنوعية معينة من اللوحات الحديثة والمعاصرة،على رفع حساسية التذوق الفني إلى المستوى اللائق والمطلوب. والذين كانوا، يتابعون افتتاح المعارض الفنية التجريدية، في أروقة الصالات الدمشقية، قبل سنوات الحرب المدمرة، يدركون جيداً أن جمهور بعضها، كان يفوق في أحيان كثيرة جمهور العديد من الأمسيات الغنائية والموسيقية والمسرحية وغيرها، وبخلاف ما هو شائع ايضاً، ما يؤدي إلى سقوط الشعارات النقدية المسبقة، التي تتهم الفنان التشكيلي، بالبعد عن الواقع والناس. فالثقافة المرتبطة باللوحة التجريدية على سبيل المثال، ليست معدومة كما يكتب ويشاع، لاسيما وأن الذين يضعون «لايكات» على هذه اللوحات معظمهم من خارج الوسط التشكيلي والثقافي، وبالتالي فجمهور اللوحة الحديثة، ليس محصوراً فقط عند أصحاب الاختصاص من الفنانين والمتابعين، كما يشاع ويقال ويتردد من أحكام نقدية جاهزة ومسبقة. facebook.com/adib.makhzoum |
|