تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حبل الكذب لـ«جوع مضايا» قصير.. وإعلام الظلام يتشبث به .. عاصفة «المجاعات» الإعلامية ماقبل جنيف تُظهر خواء موائد مشغليهم

الثورة - رَصد وتحليل
الصفحة الاولى
الأحد 10-1-2016
هي عاصفة معتادة ماقبل جنيف (3) والمصنعة في غرف التضليل الاعلامي، الذي بات جزءاً لا يتجزأ من صناعة التقارير والنشرات الاخبارية للاعلام النفطي، ولن نستغرب كثيراً أو نستغرق طويلاً في تفنيد ما يحدث ما قبل الخامس والعشرين من الشهر الجاري

خصوصاً إذا حصرناه بدءاً من إشعال الفتنة بالتحرش السعودي بإيران عن طريق اعدام الشيخ نمر النمر إلى تأجيج تلك الفتنة بصور مفبركة حول الأوضاع الانسانية في مدينة مضايا في ريف دمشق.‏‏

‏‏

اعتدنا على هذا النوع من المنخفضات الاخلاقية الاعلامية قبل كل مرتفع سياسي للأزمة في سورية، وبما أن جنيف (3) على الأبواب، فدور الاعلام النفطي والغربي ايضاً واضح كالعادة في عرقلته على العتبات طالما أن أوراق واشنطن والسعودية وتركيا وحلفائهم ضعيفة في مثل هذا النوع من المؤتمرات حول سورية، ولأن جعبة الاعلام النفطي فارغة أمام الحقيقة كان لابد من الكذب والدجل واستحضار التعويذة القديمة، التي خبرها السوريون والعالم ايضاً وهي التضليل الاعلامي وقلب الحقائق وبث الشائعات عن سوء الاحوال الانسانية في سورية في محاولة لاستعطاف الرأي العام العالمي واستجرار المجالس الأممية لإدانة الحكومة السورية زوراً وبهتاناً.‏‏

لكن اللافت أن حبل الكذب الاعلامي لقنوات النفط وأمثالها كان قصيراً في كل مرة وكان يكشف خلال ساعات، فكل منا يتذكر صور المدنيين المقتولين في سورية وبيانات «المعارضة» الانسانية قبل كل مؤتمر دولي حيث يتضح بعدها أنها خدع «الفوتوشوب» وحيله ومع ذلك تتشبث تلك القنوات بحبل كذبها القصير والقصير جداً خصوصاً فيما نشر وبث من صور حول مدينة مضايا تظهر مجاعة لحقت بالمدينة، حاولت قنوات النفط والردى استخدامها لاتهام الحكومة السورية بحصار المدينة ومنع المساعدات عن أهلها، الأمر الذي لم يتجاوز عدة ساعات حتى تبين زيف وكذب تلك الصور.‏‏

ماذا حدث في مضايا؟!‏‏

فجأة ودونما سابق إنذار ومع جريان المصالحات في سورية وتنفيذ الاتفاقات التي كان آخرها تسوية « الزبداني - كفريا - الفوعة» وعلى الرغم من أن الدولة السورية كانت حريصة على ايصال المساعدات إلى كل المناطق التي يحاصرها الإرهابيون إلا أن قناة الجزيرة بثت صوراً عن أشخاص تبدو على ملامحهم آثار المجاعة لكن الحقيقة سرعان ما تكشفت من قبل أهالي مضايا أنفسهم حيث تبين بعد البحث الدقيق في الصورة الأصلية أنها لمتسولين في أحد الشوارع الأوروبية وهي منشورة على موقع « ذي وردز» مع مجموعة أخرى من الصور التي تحكي عن معاناة الفقراء في أوروبا، كما استغلت المواقع الاخبارية لاعلام النفط صورة فتاة صغيرة قالوا انها من ضحايا المجاعة في مضايا ليثبت والدي الطفلة اللبنانية ماريا ان ابنتهما التي كانت نائمة في سريرها باتت بصورتها مادة للاتجار والترويج الاعلامي على قنوات النفط.‏‏

هل تصل المساعدات إلى مضايا؟!‏‏

أما مضايا فقد ثبت وبعد ساعات قليلة أن جميع الصور التي تبرز أجساداً منهارة لأطفال وكبار أنها ليست لابناء تلك البلدة ومعظمها تم عرضه في أوقات سابقة في أماكن مختلفة من العالم، والحقيقة أن الدولة السورية أدخلت إلى البلدة مساعدات غذائية منذ ثلاثة أشهر تقريباً، تكفيها لعدد كبير من الشهور ومن المؤكد أنها مازالت متوافرة، لكن الإرهابيين هم من قام بحجز المساعدات في مخازن خاصة بهم وبيع بعضها بأثمان عالية لأهالي البلدة.‏‏

فمنذ 18 تشرين الاول 2015 تم ادخال عشرات الشاحنات محملة بالمواد الغذائية والطبية إلى مضايا وسرغايا وبقين والتي تكفي لشهور وكان ذلك بالتزامن مع ادخال الكمية نفسها إلى كفريا والفوعة في ادلب إلا أن بلدة مضايا التي باتت رهينة لمجموعات من المسلحين تقدر اعدادهم بـ 600 إرهابي معظهم من احرار الشام وجبهة النصرة عندما اشتدت المعارك في الزبداني قام الإرهابيون بعمليات إرهابية وقتل وذبح للمدنيين والعسكريين واتخذوا السكان دروعاً بشرية. وبعد ذلك اقدموا على التحكم بالمساعدات الغذائية التي تبعث بها الحكومة السورية ووضعها في مخازنهم واستغلالها للبيع بأسعار باهظة إلى المدنيين هناك.‏‏

الغذاء ورقة ضغط‏‏

تقدر اعداد سكان بلدة مضايا في ريف دمشق بنحو 23 ألف نسمة ويحاول المسلحون هناك استغلال الغذاء والدواء كوسيلة ضغط على المدنيين، خاصة أن بلدة مضايا كغيرها من البقع الجغرافية التي دخلها الإرهاب خرجت بمظاهرات عديدة تطالب بإخراج المسلحين من المدينة، كما كان هناك محاولات عدة من قبل الكثير من السكان للخروج من مضايا غير أن متزعمي المجموعات الإرهابية رفضوا ذلك وقايضوا المدنيين بأرواحهم خاصة بعد المفاوضات لتسيلم 300 مسلح إلى السلطة السورية ضمن التسويات، الأمر الذي رفضه بعض متزعمي الإرهابيين وما يثبت صحة ذلك أنه عند تطبيق اتفاق الزبداني توقف موكب خروج جرحى المسلحين من الزبداني بسبب تهديد المسلحين في مضايا بالتعرض لهم وقصف الحافلات لرفضهم الاتفاق.‏‏

شهادة الصليب الأحمر الدولي‏‏

بعد أن نشرت صور المدنيين الذين يموتون جوعاً واستخدمت على أنها لاشخاص من بلدة مضايا خرج الناطق باسم لجنة الصليب الأحمر الدولي في سورية باول كرزيسيان ليؤكد أن منظمة الصليب الأحمر لا يمكنها تأكيد المعلومات التي تنشر حول مضايا في وسائل التواصل الاجتماعي وعلى قنوات التضليل الاعلامي وأن المنظمة لا يمكنها تأكيد صحة التقارير التي تعرضها وسائل الاعلام.‏‏

وأشار كرزيسيان الى أن آخر قافلة مساعدات دخلت مضايا والزبداني والفوعة وكفريا كانت في منتصف شهر تشرين الأول الماضي وقد تمكن الصليب الأحمر بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري ومؤسسات أخرى من ادخال مساعدات غذائية وطبية، وهذا يأتي ضمن تسهيل الدولة السورية لدخول المساعدات الانسانية إلى كافة البقع الجغرافية التي تعاني من الإرهاب على أراضيها وإن عانت من نقص في الغذاء والدواء فهو بسبب حصار الإرهابيين للمنطقة والضغط على أهاليها.‏‏

أنفاق الأسلحة ألا تتسع لرغيف خبز؟!‏‏

لم تمض ساعات على إحداث هذه الضجة الاعلامية المفبركة حول مدينة مضايا حتى بادر ما يسمى الائتلاف المعارض إلى اصدار بيانات وسارعت واشنطن للادانة والمطالبة بالضغط لوصول المساعدات مع أن موعد الدخول الجديد للمساعدات حُدّدَ يوم الاثنين القادم ضمن الاتفاق السابق للزبداني كما خرجت مشيخة قطر على لسان وزير خارجيتها مذعورة خائفة على حقوق الانسان في مضايا الأمر الذي آثار تساؤلاً لدى السوريين حيث يقول بعض المتابعين كيف يمكن للسلاح أن يدخل من الانفاق ولا يمكن للغذاء أن يمر بها اذا كانت البلدة محاصرة فعلاً لدرجة أن أحد التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي تساءلت عن ماإذا كان نفق الإرهاب يتسع لكل هذا السلاح ولا يتسع لرغيف خبز وكيف يمكن للدول الذي تدعم المجموعات المسلحة أن تدخل السلاح وتعجز عن ادخال الغذاء والدواء .. سؤال برسم كل متابع ؟!‏‏

وأخيراً....‏‏

‏‏

من يتحدث اعلاميا عن مضايا هل يعرف جيدا تلك القرية السورية التي تعد مصيفا ضمن مصايف بلودان والزبداني لكثرة خضرتها ومائها واشتهارها بالزراعة والمحصولات، فكيف لمثل هذه البقعة ان تُبلى بالمجاعة وهي التي تعتمد على اراضيها في قوتها, ثم لماذا الحديث الآن على مجاعة في مضايا في هذا الظرف السياسي الذي تحاول فيه السعودية عرقلة التسويات في سورية سواء بالتحرش بايران والشحن الطائفي ضدها أم من خلال بث اعلامها النفطي للاكاذيب حول الوضع السوري وتخريب المبادرات والاتفاقات الدولية؟‏‏

اللافت ان الصليب الأحمر والأمم المتحدة دخلا الى مدينة مضايا وقالا في تقريرهما أنه لا اثر لمجاعة هناك ونحن بدورنا نقول لا اثر لاي مجاعة في سورية فالدولة تدخل المساعدات وماضية بالمصالحات وبالأمس القريب خرج المسلحون ضمن اتفاق (الزبداني- الفوعة وكفريا) من الزبداني دون ان تبدو عليهم آثار مجاعة او غير ذلك من الفبركات‏‏

تلفيقة المجاعة هي بروباغندا اعلامية نفطية تسعى لتخريب الطاولة السياسية حول سورية المزمع عقدها في الخامس والعشرين من الشهر الجاري.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية