تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حروف النهاية

الخميس 8-11-2012
شهناز صبحي فاكوش

كلام كلينتون قبل فترة وجيزة من الزمن كان يعتد به ويعتبر نهجاً ومنهجاً وضرورة لابد من تطبيقها. واليوم عندما اعترفت بقوة الوطن سورية بكل مكوناته وهلهلة ما يدعى بالمعارضة وأنها تشرذمات شعاراتية بلا عقيدة، أصبحت كلينتون غير معقولة بل غير مقبولة...

كانت طيبة وتمس مشاعرهم واليوم متعجرفة لم تعد تعجبهم لأنها كشفت أوراقها في مرحلة (بلعِ الرّيق) لأخذ جرعة أوكسجين تملأ بها رئتيها، لتعلن فشل المخطط التآمري من على المنبر الأمريكي..‏

فهل يثوب التائهون في بحر الظلمات المستعر ضد سورية الوطن المقاوم.. لأن الرهان كان على السقوط بمدى أيام ثم أشهر. لكن الصمود الشامخ للوطن بكل مكوناته أسقط في أيديهم ونسفَ أدراجَ الرياح جميع حساباتهم..‏

كانت كلينتون تتماهى مع ما يدعى بالمجلس رغم معرفتها بحقيقة واقعة أنه إحدى أدوات تنفيذ المؤامرة الكبرى على سورية (وإدارتها جزء منها) لكنه كما سقط كثير من الأدوات في الداخل والخارج مقابل الصمود الوطني فإنه مهزوز مشرذم. محركاته كثيرة (والكونترولات) التي توجه موجاته على مقبضها أيد كثر كل يحركها لحساباته الخاصة.. ولأنها منزوعة المرجعية كإدارة للمؤامرة، تفلتت منها خيوط الدمى على مسرح وضعت فوقه لافتة تحمل كلمة المعارضة للإعلان عن المسرحية التي تقام على خشبته..‏

ولأن الإدارة التي تواجه اليوم الانتخابات تحاول دائماً بحراكها لأجلها ومن خلالها ستر عيوب لا تحصى في السياسة الأمريكية، وتلهي بها الشعب الأمريكي فتضع غشاوة الديموقراطية التي تفردها على المدى العالمي بأنها تمارسها... أدركت هذه الإدارة أنها عندما أرادت المتاجرة في سورية ببعض العناوين تحت رمزية ذات المفردة وجدت أن سورية بما قدمته خلال فترة وجيزة أوقعها في (حيص – بيص) المناشدة بمفردات هذه الديموقراطية. حيث أسقط في يدها بمناكفة الذين يعرفون ما تعنيه الحياة الديموقراطية حقيقة. وأن كل ما تطرحه الشخوص المتفرقة الارتباط بمشارب مختلفة هو جعجعة بلا طحن. كان لابد لها من رفع جزء من الراية البيضاء حفظاً على بقية من ماء الوجه المسفوك أمام الصمود الوطني السوري بكل مكوناته قيادة وشعباً وجيشاً وحزباً ديبلوماسية وروحانيات...‏

الجميع يبلسم جراح الوطن تسريعاً في حملة الاستشفاء العاجل وتعطيلاً متسارعاً للوصول إلى تحطيم عجلة التخريب والتدمير والقتل المجاني الذي لابد من يقظة عامة في تحريمه والخطف والحرق والتفجير. لأنها جميعاً أدوات إرهاب تدرك كنهها الإدارة الأمريكية فهي منتج مطبخها العفن.. الذي صنع الإرهاب الأول وذاق من سمه في بعض الزمن..‏

ولابد أدركت الإدارة الأميركية أن ثورة حقيقية في الداخل السوري يقودها رئيسها، ترجمت مفرداتها لمصلحة الشعب كل الشعب، الذي يعرف من قائده ومن جيشه، والذي يرفع صور شهدائه قرباناً للحفاظ على حرية هذا الوطن العظيم. فمن وصل بسورية إلى كل هذا الشموخ لتعلو نسراً على قاسيون، وتجتمع قوة في مقبض السيف الدمشقي في ساحة الأمويين. والتي ما عادت تهاب العبثية مهما كانت ضحاياها لأنها تدرك أن الجنة تحت ظلال السيوف...‏

إن الغرب كله نطق بلسان كلينتون وهو الذي وضع ألجمة خيوله بيد الإدارة الأمريكية أدرك أن الفرس العربي السوري الأصيل هو السابق في المضمار، وهو الذي وصل خط النهاية ليرفع راية النصر.. ولابد لمن حاول تعطيله أو قتله من أن يعترف بفشله في إيجاد ذرائع تحفظ البقية الباقية من ماء الوجه المسفوك على عتبات الوطن سورية...‏

هي الشام... دمشق... حيث يعرش الياسمين بين اللحم والعظم... وحيث يمتشق الزنبق في محاذاة المعمار الحضاري وينتشر الجوري مزهراً على أكف السوريين ليفوح عطراً على جثامين أبنائهم... ويتفتح ربيعاً حقيقياً نقياً من الدماء إلا ما اصطبغت به شقائق النعمان في رياضه وحقوله وتخوم بواديه، حيث يتعطر الجو برائحة أزهار الطبيعة خزامى وبيلسان وطرفة وغرب على جنبات الفرات كما الأقحوان على جنبات بردى...‏

ليعلن الربيع الشامي الحقيقي، في ثورة الوطن على دموية الإرهاب..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية