|
دمشق من جهة والنفاق السياسي من جهة أخرى وهذه المرة من على أطلال خيام بائسة أعدت على عجل في مكان أشبه بمنفى وسط صحراء انتفض قاطنوها على وضعها المزري أكثر من مرة. كاميرون الملطخة يداه بدماء السوريين استمر بالتمييز والفصل بين سياسة حكومته النظرية وبين أفعالها العملية على الارض وعلى نفس منوال من سبقه الى مخيم الزعتري في الصحراء الاردنية تباكى على الشعب السوري وذرف دموع التماسيح على معاناته وبدلا من أن يترجم تأثره بما شاهده الى قرار فعلي بقطع الامداد عن الارهاب الذي يفتك بأرواح السوريين ويهجرهم من بيوتهم وأراضيهم ويرفع التغطية السياسية والاعلامية والمالية عنهم جدد نيته الاستمرار بتقديم المساعدات الاضافية لهذا الارهاب المبارك غربيا ولكن بلبوس المساعدات الانسانية. صنابير الدعم والمساعدة البريطانية المفتوحة بلا حدود لدعم الارهابيين لم تقتصر على كاميرون بل تعدته الى مقر رئاسة الوزراء في لندن التي أعلنت عن زيادة المساعدة لمن وصفتهم باللاجئين السوريين الذين جلهم في حقيقة الامر ارهابيون يتولون تنسيق واعداد تهريب المرتزقة التكفيريين والاسلحة الى سورية عبر الحدود مع الدول المجاورة. كاميرون الذي أفصح عن لهفته على حقوق الشعب السوري قدم معاناته الى سلم أولوياته مع الرئيس الامريكي المنتخب لولاية ثانية باراك أوباما بهدف التنسيق حول ما يمكن فعله مستقبلا مع العلم أن نظرة بسيطة ومتواضعة على تاريخ وماضي بريطانيا الاستعماري تكفي لادراك أن موقفها لم يكن في يوم من الايام إلا في صف قاتلي العرب ومغتصبي حقوقهم فهي صاحبة وعد بلفور واتفاق سايكس بيكو ولذلك من غير الطبيعي أو المنطقي أن تكون حريصة على مصلحة الشعب السوري. ما لم يعلن عنه كاميرون صراحة أعلنت عنه صحيفة ديلي ميل البريطانية التي قالت ان الاخير يستعد للبدء بتزويد المسلحين في سورية بالسلاح وتقديم النصح والمشورة لمتزعميهم في عملياتهم بما يعني الانخراط جديا في الحرب هناك. وفي هذا السياق أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بدوره عن اجراء اتصالات مباشرة قريبا مع ممثلي مجموعات المعارضة السورية بمن فيهم بعض المسلحين والسبب كما قال أن ذلك سيتيح له فهم الوضع في سورية بشكل أفضل في الوقت الذي لم يتوقف ولو ليوم واحد عن اطلاق التصريحات والمواقف المؤيدة للارهاب رغم اعترافه بعدم فهم الوضع فيها بما يعني أن قراءته السابقة لهذا الوضع خاطئة وغير موضوعية. وبغض النظر عن طبيعة وهدف اتصالات هيغ مع المسلحين الارهابيين فان واقع الاحداث على الارض يقر بحقيقة ان بريطانيا وشركاءها في محور أعداء سورية مستمرون بدعم المجموعات الارهابية الوهابية والاصولية والجاهلية القادمة من قبل التاريخ بكل الوسائل القتالية واللوجستية رغم اعترافهم في أكثر من مرة بأنها مخترقة من قبل عناصر القاعدة والارهاب الدولي في الوقت الذي يمنعون مجلس الامن من ادانة ما تقوم به من تفجيرات تصنف ارهابية وجرائم حرب وفق معايير الامم المتحدة ذاتها. الاجدر بكاميرون وهيغ ومن لف لفهما في التباكي على حقوق الشعب السوري التوقف عن رؤية موضوع المساعدات الانسانية من منظور أجنداتهم السياسية والتدخلية وأن يعملوا على ازالة أسباب معاناة الشعب السوري الكامنة في رفع العقوبات الاحادية المخالفة للقانون الدولي عن حياته ولقمة عيشه والتوقف عن ترهيب المهجرين بفعل الارهاب من العودة الى وطنهم والاساءة الى كرامتهم عبر تحويلهم الى لاجئين سجناء والكف عن دعم المجموعات الارهابية العاملة على تدمير مختلف سبل عيش السوريين من بنى تحتية ومرافق صحية وتعليمية وخدمية. |
|