تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


منشار الدولار !!

على الملأ
الخميس 9-5-2013
علي نصر الله

«الحكومة مستمرة بتمويل المستوردات» ، «ارتفاع الأسعار لم يستثن مادة أو سلعة» ، «ضبط الأسواق والرقابة عليها غائبة أو مغيبة» ، «الدولار ارتفع .. الدولار انخفض» الخ ...

هي مفردات يطرحها السوريون يومياً بحرقة ممزوجة بكثير من الألم، ومشفوعة بالتساؤلات المحيرة التي بقيت بلا إجابات رغم تكرار طرحها والإلحاح في البحث عن إجابة شافية عنها تفكك طلاسم وذرائع سادة السوق وشهبندره وشيوخه،الذين يستخدمون ذريعة ارتفاع الدولار في الاتجاهين كالمنشار !.‏

الحكومة أكدت مراراً - وهي صادقة - أنها مستمرة بتمويل المستوردات من المواد الأساسية، لكنها لم تبادر الى إحراج المستوردين بالإعلان عن المواد التي تمول استيرادها، فضلاً عن أن مؤسساتها المعنية بضبط الأسعار وممارسة الرقابة على الأسواق تسجل غياباً غير مبرر أو حضوراً خجولاً في أحسن الأحوال، لماذا ؟!.‏

باختصار يمكننا القول: إن الرقابة الخجولة؛ وعدم إحراج المستوردين جعل شيوخ السوق يستمرؤون اللعبة ويستسهلون فعل التلاعب بالسعر وفرضه بذريعة ارتفاع الدولار ،التي تمنحهم الدولة إياه بسعر ويحاسبون المواطن- صاحب الحاجة- بسعر آخر، وبذلك يكون الدولار بيد «المستورد» التاجر منشاراً يأكل الأخضر واليابس بحركته الكلاسيكية صعوداً ونزولاً!.‏

يعتقد أن الصورة واضحة، بل هي شديدة الوضوح بما يتيح للأجهزة المعنية -صاحبة الاختصاص- تصحيحها إذا توفرت الرغبة لديها بذلك، ويفترض توفر هذه الرغبة الواجبة، وإلا فإن الأمر ينطوي على افتعال وربما تصنيع أحجيات لا نرغب بالحديث عنها حالياً، أو إنه ينطوي على عجز في اتجاه ما لا يرغب أحد بإعلانه أو الاعتراف به !.‏

في الإطارذاته -الذي يطوق هذه الصورة-تظهر صورة أخرى وربما أكثر من صورة يمكن الإشارة لها رغم أنها لا تقل وضوحاً عن الأولى؛ وقد جرى الحديث عنها في الإعلام والغرف المغلقة وغير المغلقة؛ وفي الممرات والردهات سراً وعلانيةً، فهناك في الحقيقة من ابتدع حركات ووظائف جديدة لمنشار الدولار !.‏

نعم هناك من يستغل إصرار الحكومة على أداء دورها الوطني بتمويل استيراد المواد الأساسية دعماً لصمود شعبنا، بأن يقبض على الدولار المدعوم، ثم يقدم بيانات استيراد وهمية ومفبركة، مقابل قيامه الاتجار بالدولار في السوق السوداء، فيكون استهدف الليرة «العملة الوطنية الغالية على قلوب السوريين» مرتين، ويكون حقق أرباحاً فاحشة لا يباركها إلا الشيطان، ويكون التحق بالدوائر المعادية للوطن التي تفرض حصاراً ظالماً جائراً عليه تحت يافطات الكذب والدجل.‏

وهناك من يستغل أداء الحكومة دورها الوطني بأن يقبض على الدولار المدعوم، ثم يتلاعب ببيانات الاستيراد ،التي قام بها في الواقع لكنه اشتغل بخفة وخسة على تحقيق أرباح خيالية على حساب الوطن والمواطن من خلال استثمار الدولار المدعوم في اتجاهات أخرى؛ كأن يستورد مواداً وسلعاً لغير حاجة السوق المحلية السورية؛ أو للسوق المحلية ولأسواق دول مجاورة ... وما زال منشار الدولار يعمل ؟!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية