|
دمشق فهم لا يريدون أساساً للصورة أن تتضح ليبقوا في ميدانهم يلعبون في ساحات الضباب وميادين الدّخان التي تُشكّل البيئة الخصبة والمناسبة لتصنيع الأكاذيب التي ما أنزل الله بها من سلطان، علّهم يستطيعون أن يشفوا غليلهم ولو بالوهم في أنهم تمكنوا من تحقيق مآربهم المأمولة التي لا يخفونها، فهم توّاقون لأن تنهار الليرة إلى حدود الذوبان رغم أنها صامدة صمود الصخر في وجوههم التعيسة، نعم على الرغم من ذبذبات سعر الصرف الذي نشهده في هذه الأيام، فصحيح أن الليرة تشهد انخفاضات في قيمتها تارة، ولكن بمجرد تصريح من مسؤول هنا وآخر هناك يُعاود السعر ويتحرك بعكس الاتجاه، ويحصل ذلك أيضاً إن همّت الدولة والسلطات النقدية أن تتخذ إجراءات تدخليّة، ويحدث إن تدخّلت بالفعل أيضاً، ولكن وإن لم يشفَ غليلهم فهم على الأقل يعيشون بحقدهم وقذارتهم على أمل إحداث مخاوف وبلبلة تساهم في اضطرابٍ مُصطنعٍ لسعر الصرف، ولكنهم بثبات سعر الصرف المقبول فعلياً بالمقارنة مع ما يحصل على الساحة السورية من تكالب غير مسبوق على فعل أبشع أنواع العنف والإجرام الذي تتسابق على تصديره إلى هذه الأرض الطاهرة عصابات من دولٍ وجماعات وأفراد، بثبات هذا السعر المقبول يجن جنونهم، ويرفعون من منسوب أكاذيبهم ليدغدغوا من خلالها أحلامهم الوهمية، فوقتما فرغوا من شماتاتهم القذرة التي أعقبت مقاطعة المصرف المركزي، والبنوك السورية، وتعطيل بطاقات الفيزا كارد العالمية، والتضييق على التحويلات، ولم يستفيدوا شيئاً، انتقلو إلى توجيه الانتقادات اللاذعة لأي تصرّف أو إجراء يُقدم عليه المركزي، أو أي قرار تتخذه السلطات النقدية، ولكنهم لم يستفيدوا شيئاً أيضاً، فاضطروا هم للزعم باتخاذ قرارات وهمية يزعمون أن المركزي قد أخذها على الرغم من أن كل الدلائل تشير إلى أن مسار المركزي يتجه نحو عكس ما يكذبون ..!! فمنذ أيام والكثير من هؤلاء البائسين لا يكفّون عن الترويج والتضليل وتزوير الوقائع بأن مصرف سورية المركزي قد تخلّى إلى حد كبير عن جهوده الرامية لدعم قيمة العملة السورية في مقابل العملات الأجنبية - كما يقولون - بهدف حماية ما تبقى لديها من احتياطيات النقد الأجنبي التي تآكل اغلبها على حدّ زعمهم بسبب الحرب المشتعلة في البلاد , وباعتبارهم يكذبون لم يستطيعوا أن ينسبوا هذا الادّعاء إلاّ إلى ما أكده مصرفيون ومحللون،وطبعاً دون أن يفصحوا عن من هم هؤلاء المصرفيين والمحللين، ويتابعون القول : حيث أرغمت الحكومة البنوك الخاصة في أول عامين على بيع احتياطياتها من النقد الأجنبي بأسعار حددتها السلطات، زاعمين أن هذه الخطوة مكنت الحكومة من إبطاء وتيرة انخفاض قيمة الليرة السورية،غير أنه مالبث البنك المركزي أن لجأ لتقليص احتياطيه من النقد الأجنبي بعد ذلك لتلبية الطلب على الدولار بأسعاره الرسمية، ليصلوا إلى القول بأن السلطات خفضت قيمة الليرة بشكل متعمد من قبل ولكنها مضطرة الآن للوقوف مكتوفة الأيدي وترك العملة تتدهور ..! فيا سبحان الله لماذا لم يعترفوا بالسابق ولم يأتوا على ذكر أن للسلطات السورية دور معين في تخفيض قيمة الليرة..؟! وهم فقط الآن وبعد أن أفلسوا يقولون ذلك ..!! والأنكى من ذلك أنهم يعترفون وبالسياق ذاته بأن حاكم مصرف سورية المركزي الدكتور أديب ميالة كان قدأعلن عن تدخل المركزي في السوق لضبط سعرالصرف عقب انخفاضات كبيرة مؤخرا في سعر الليرة لكن ذلك لم يؤد إلى النتائج المرجوة، بل عاود الدولار ارتفاعه بالسوق السوداء بالتزامن مع ارتفاع متدرج في النظامي. ويشيرون هم بأن المركزي خلال فترة الأزمة في سورية كان قد اتخذ العديد من الإجراءات لكبح جماح انخفاض الليرة السورية أمام الدولار، لكن انخفاض سعر الليرة استمر، ما أثار انتقادات ضد هذه الإجراءات. وتهدف إجراءات المركزي - على حدّ قولهم - إلى وقف انخفاض الليرة، بحسب تصريحات رسمية، وليس لرفع قيمتها أمام الدولار الذي كان لايتجاوز سعر صرفه قبل بدء الأزمة في سورية 50 ليرة. إن هؤلاء لا يخجلون من أي كلام يسوقونه ولذلك تراهم يتحدثون وبكل هبل عن تخلّي المركزي عن إجراءاته وصولاً إلى شحن الأجواء تمهيداً للحديث عن كذبة تعويم الليرة في الوقت الذي يتحدثون فيه عن كثافة إجراءات المركزي. |
|