تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شركاء في العدوان

حدث وتعليق
الخميس 9-5-2013
ناصر منذر

لم يكن الكيان الصهيوني بحاجة إلى أي دليل يثبت تورطه المباشر في المؤامرة على سورية, فهو كان الطرف الأساسي والأصيل منذ بداية الأزمة,

ولكن أجراءه من الحكام المستعربين والعثمانيين الجدد ومرتزقتهم‏

كانوا يقومون بمهمة تنفيذ أجندات ذاك الكيان على الأرض, وعندما فشلوا ووصلوا إلى طريق مسدود شن عدوانه الغادر ليعطي جرعة دعم إضافية لوكلائه لتأجيل إعلان هزيمتهم المحتومة.‏

فالعدوان الإسرائيلي الغاشم يؤكد بالدليل القاطع الشراكة الأساسية بين الكيان الصهيوني وبعض الأنظمة العربية والإقليمية العميلة, والذين يجمعهم هاجس مشترك هو محاولة القضاء على أي دور مقاوم في المنطقة, والكل يعلم بأن تلك الأنظمة كانت قد دعمت من قبل العدوان الإسرائيلي على المقاومة في لبنان وغزة, وهي نفسها تعاود الكرة من جديد اليوم على سورية باعتبارها تمثل قمة الهرم في محور المقاومة والممانعة.‏

وتصريحات الدمية الأميركية أردوغان وتطاوله على الشعب السوري يوم إحياء ذكرى الشهداء تزامنت مع العدوان الإسرائيلي, لتدل بذلك على مدى انحطاطه السياسي والأخلاقي أولا, ولتثبت مباركته وشراكته في العدوان ثانيا, فهو قد خسر نفسه قبل أن يخسر ثقة شعبه, ولم يبق أمامه أي متنفس سياسي للحفاظ على سلطانه سوى الاستمرار في العمل على تدمير سورية وقتل شعبها, وتشجيع أسياده الصهاينة على القيام بما عجز هو عن تنفيذه.‏

أما بالنسبة للمستعربين فتواطؤهم مع العدوان تجلى بصمتهم المشين, فلم يتجرؤوا على عقد جلسة طارئة مثلا لجامعتهم المسلوبة لبحث تداعيات العدوان, وهم البارعون بعقد مثل تلك الجلسات عندما يتصل الأمر بمعاقبة الشعب السوري, وقد سخروا كل إمكانياتهم وأموالهم وبذلوا كل جهودهم ولا يزالون من أجل استصدار قرارات عدائية من مجلس الأمن الدولي ضد سورية, ولكنهم الآن لم يطالبوا مجلس الأمن ولو بمجرد إدانة شكلية لإسرائيل على عدوانها السافر, طبعا لعلمهم الأكيد بأن مثل تلك الإدانة ستصيبهم في الصميم لأنهم شركاء حقيقيون في العدوان.‏

العدوان الإسرائيلي مرده بالأساس لشعور حكام العدو بالخوف الدائم من أن تبقى سورية قوية منيعة, لأن ذلك سيحول دون تحقيق مخططاتهم في المنطقة, رغم أن بعض الأطراف العربية قد سهلت لهم في الكثير من الأحيان الطريق أمامهم لتحقيق مشروعهم التوسعي بالكامل على الأرض, إلا أن سورية كانت بالمرصاد لهم دائما, ولذلك نجدهم يلهثون لضربها ومحاولة إسقاطها, لكن كل ذلك سيبقى وهماً وخيالاً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية