|
حديث الناس وأن يتقدم نحو 25 ألفاً بطلباتهم لامتحانات الثانوية بفرعيها كطلبة أحرار أيضاً غير خاضعين لامتحان الترشيح، فهذا يعني أن التربية بدأت تسير على خطا الجودة في التعليم فيما يتعلق بنظام الدراسة الحرة، هذه الجودة التي حاول البعض الإساءة إليها من خلال استخدام وسائل غير تربوية، أو لنقل أساءت للعملية التعليمية التربوية خاصة إذا ما علمنا إن أعداد الذين يتقدمون كطلبة أحرار لامتحانات الثانوية قبل تطبيق المرسوم 350 كان يتجاوز عشرات الآلاف، ولا نخفي سراً إذا ما قلنا إن أعداد الذين سيتقدمون لهذه الامتحانات أيضاً كطلبة أحرار لن يتجاوز باعتقادنا الـ 75 ألف ما بين الذين سينجحون في اختبارات الترشيح والذين لا ينطبق عليهم المرسوم من الطلاب الراسبين. فكما هو معروف إن الأنظمة التعليمية تواجه تحديات كبيرة في محاولاتها لتحسين جودة التعليم والتعلّم في عصر أصبحت فيه معايير الجودة في التربية عالمية وليست محلية، وقد احتلت مفاهيم الجودة مكانة مرموقة على أجندة المعنيين التربويين عندنا، وانطلاقاً من الإيمان بأهمية الجودة في التعليم بشكل عام والتعليم العام بشكل خاص لتطوير المجتمع وتنميته في جميع جوانبه، فقد كان لاختبارات الترشيح للتقدم لامتحان الشهادة الثانوية بفرعيها أهمية بالغة انطلاقاً من كون الحصول على منتج ذي كفاءة عالية في التعليم يعتبر من أهم الوسائل والأساليب الناجحة في تطوير وتحسين بنية النظام التعليمي بمكوناته المادية والبشرية، بل أصبح خياراً استراتيجياً تمليه طبيعة الحراك التعليمي والتربوي. من هذه الأهمية ينظر إلى جودة المنتج التربوي بغية تخريج متعلّم لا يقل تكوينه المعرفي والمهاري عن تكوين غيره في الدول الأخرى، ولا نخفي سرا أن التربية قد أجرت دراسة تتبعية للمقارنة بين نسبة الطلبة الذين يتقدمون بصفة دراسة حرة والطلبة الذين يتقدمون بصفة دراسة نظامية فتبين ارتفاع نسبة الذين يسجلون لامتحان الشهادة الثانوية العامة الفرع الأدبي بصفة أحرار، ما شكل ضغطاً كبيراً على مديريات التربية، وأثَّر قليلاً في جودة المنتج التربوي، لعدم الاستفادة من الخبرات التراكمية الواردة في الصفين الأول والثاني الثانويين العامين ولذلك جاءت اختبارات الترشيح للراغبين بالتقدم لامتحان الشهادة الثانوية العامة بفرعيها (العلمي - والأدبي) بصفة أحرار من المناهج المقررة للصفين الأول والثاني الثانويين العامين لتحقيق عدة أهداف منها تحسين جودة المنتح التربوي من خلال دراسة المتقدمين لامتحان مقررات الصفين الأول والثاني الثانويين العامين، والحدّ من التسرب من التعليم المهني، والاهم من كل ذلك اجراء مثل هذه الاختبارات يساعد في التزام الطلبة في المدارس بحيث يصبح للصفين الأول والثاني الثانويين والنجاح فيهما أهمية كبيرة للتقدم لامتحان الشهادة الثانوية العامة. أعداد المتقدمين لاختبارات الترشيح كشفت المستور الذي كان يلوذ خلفه اولئك الذين كانوا يسجلون لامتحانات الثانوية بأعداد كبيرة جدا وأغلبيتهم لا تتقدم لها بشكل فعلي في حين كانت تلك الأعداد تكلف التربية مبالغ طائلة إن من حيث تأمين القاعات الامتحانية أو المراقبين أو الأوراق وأمور كثيرة لا طائل لوجودها عندما تكون الأمور في مسارها الصحيح الذي بدأت تسير عليه الآن. |
|