تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث.. باريس تبكي ضحايا إدارتها.. وطوبى لكِ يا دمشق!

الصفحة الاولى
الإثنين 12-1-2015
كتب خالد الأشهب

مليون ونصف المليون باريسي يتقدمهم خمسون زعيماً عالمياً وسط باريس ضد الإرهاب ومثلهم في مدن فرنسية أخرى أمس!

إذاً, نصف الرسالة وصل.. فيما النصف الآخر على الطريق, النصف الأول يقول إن الفرنسيين تذوقوا مرارة الإرهاب أخيراً وها هم يبكون ضحاياهم, والنصف الثاني يقول إن الفرنسيين لا يزالون عمياناً كما الغربيين عامة هذه الأيام.. إذ يبكون ضحايا السلاح والدعم الذي قدمته إدارتهم السياسية إلى الإرهابيين في سورية.. وإذ لا تزال إدارتهم تخدعهم وتذرف دموع التماسيح, وقد أشعل روبرت فيسك أول أعواد الثقاب أمس إذ قال: «إن الاعتداء الإرهابي على مقر صحيفة شارلي ايبدو وسط باريس مرتبط بشكل أو بآخر بالممارسات الاستعمارية لفرنسا»!!‏

حتى بنيامين نتنياهو وصل باريس وجلس يندب جانب فرانسوا هولاند كما لو أنه مثل جاره لم يقدم تمهيدات نارية ومساعدات لوجستية إلى الإرهابيين ذاتهم ولم يقدم معالجات طبية لجرحاهم, وكما لو أنه ليس إرهابياً مثلهم أو كما لو أنه ليس ديمقراطياً على طريقة صديقه هولاند.. فعلى رسلكم أيها الفرنسيون حتى يصلكم النصف الثاني من الرسالة.. وسيصل؟‏

إرهابيون سوريون من نخب أقل.. يعملون بالأجرة أحياناً وبالمهمة «القطعة» أحياناً أخرى يتعازمون على الذهاب إلى موسكو لحوار سوريين آخرين, يفتتحون مزاداً سياسياً رخيصاً يقارب المجان بين غنج وتسول... وسولوفان أيديولوجيا! كي يسمع من في الدوحة والرياض ويدس يده في جيوبهم.. والمزاد مفتوح حتى نهاية الشهر الجاري لئلا يظل العمل في حكومة الائتلاف المؤقتة مجانياً, فمن قبض قعد في مكانه بانتظار المؤجل, ومن لم يقبض قعد أيضاً بانتظار العربون.. وإلا فلماذا يكون مصير سورية والسوريين ضحية ترهات التسميات والألقاب وهراءات جداول العمل والأوراق والدعوات.. لو لم يكن المؤجل والعربون قيد الدفع والتحويل كما العادة؟!‏

وإذا كانت مسيرة «الوحدة» المليونية الفرنسية على ضحايا الإرهاب السبع عشرة أمس قد جعلت من باريس «عاصمة للعالم بأسره» كما قال المنافق هولاند.. فماذا تكون دمشق الصابرة على الإرهاب أربع سنين؟‏

طوبى لدمشق وسورية والسوريين... فكم صهرت سبائك الذهب الغالي فما احترقا!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية