|
خَطٌ على الورق تعبيراً عن المشاعر..؟! أوكي... هل كل من شارك في المسيرة هو فعلاً جاء يعبر عن مشاعره ضد الإرهاب؟ هل هو يتظاهر ضد الإرهاب في العالم أم في أوربا و تضامناً مع ضحاياه هناك و فقط...؟! إذاً هو لا يتظاهر ضد الإرهاب و ليس على استعداد لبذل أي جهد لمحاربة الإرهاب بل فقط لحماية مصالحه. و الاخطر من ذلك... أن يكون مستعداً لاستخدام الإرهاب أو نتائجه على الأقل لتوظيفه سياسياً. إن نظرة واحدة إلى الخط الأول الذي تقدم المسيرة يتصدره بنيامين نتنياهو بما عرف عنه و عن تاريخه من إرهاب دموي لا يقيم أي اعتبار إلا للمصلحة الصهيونية، و يجرّ معه داؤود مسعود أوغلو رئيس وزراء تركيا المستمرة دون تردد في دعم كل نشاط إرهابي في سورية، و أيضاً ممثلي دول عربية يخجل الوجدان و يخجل الضمير من الربط بين مواقفها و مكافحة الإرهاب، تكفي هذه النظرة لفهم مستوى النفاق الذي مورس في المسيرة التي لا نعرف إلي أين ستصل و ماذا سينتج عنها... هل يستطيع العالم محاربة الإرهاب بالمسيرات؟ حتى و إن كانت مليونية...؟ هل يستطيع العالم محاربة الإرهاب عن طريق رفضه في أوربا والقبول به في أماكن أخرى...؟ و ربما تشجيعه و محاولة الافادة منه سياسياً؟ هل في هذه المسيرة كلها عاقل متابع يقتنع للحظة أن تركيا و قطر والسعودية و قبلها جميعها إسرائيل هي ضد الإرهاب.. و بعيدة عن قيام داعش و النصرة و ملحقاتها... بشكل أعم و أشمل: هل استطاع هؤلاء المتمثلون في المسيرة طرح مفهوم عملي لرفض الإرهاب بالعالم كله كيفما كان و اينما حل و ضد من توجه..؟! عندما وقعت حادثة باريس الموجعة بجد و المرفوضة دون أي تردد أو أي شعور بالشماتة، قرأت لأصدقاء فيسبوكيين عبارات فيها شماتة.. ورغم قلة ماأكتب على الفيسبوك... أعلنت الحزن على ما قالوه و رفضت الشماتة و عزيت بالضحايا... كل الضحايا الذين سقطوا في باريس... في الأيام الأخيرة... ومازلت عند كلامي.. لكن أنا لست مجرداً من المشاعر.. وإذ أبكي ضحايا الإرهاب في باريس فإنني، من باب أولى أبكي ضحاياه من أهلي و أبناء وطني. هل يعقل أن أطرب لمليونية باريس تعلن رفضها للإرهاب في أوربا و أنا أعيش منذ أربع سنوات مع غطاء للإرهاب في سورية يشكله أكبر الرموز الذين شاركوا في المسيرة... لو فعلت لكنت كاذباً..دون شك... ماذا قال المتظاهرون في باريس لمئات السيارات المتفجرة في المدارس و الشوارع و الساحات...؟ هل تجاوز الرفض و توتات لا تسمع في بعض الأحيان... و في معظم الأحيان.. كان التأييد العملي و الدعم من خلال تشكيل غطاء للإرهاب ما زال مستمراً.. من خلال التشكيك و تحميل المسؤولية لغير الإرهابي الواضح الصريح الذي يعلن عن جريمته دون خوف ساعياً إلى الجنة. أمس في حمص قام إرهابيان علناً و بكل فخر و ابتغاء رضى الله و الجنة... بتفجيرات في تجمع مدارس... وكان المنظر الذي لا يقبله بشري... عجنوا عظام الأطفال بلحومهم بكتبهم و دفاترهم.. بمهج أهاليهم و مصيبة وطنهم التي هي بكل تأكيد نتيجة الإرهاب و كل ما عداه قابل للحل. هل تعالت أصوات قادة الصف الأول في مسيرة باريس...؟! هل سمعتم اعتراضات منهم... هل تظاهر العالم ليقول للإرهاب لا نقبل التعامل معك... أم إن ثمة منهم ومن أتباعهم من اعتبر نتائج الإرهاب، انتصارات لا يملون يتلونها على فضائياتهم..؟ يوم كان تلفزيون فرانس 24 ينقل ملاحقة الإرهابيين في باريس و كنت أتابعه.. كان على شريط الفضائية الفرنسية التي تبث بالعربية.. خبراً يقول إن السعودية جلدت علناً – أرجو الانتباه إلى علناً فهذه من أصل الحكم – مدوناً مئة جلدة لنشره ما يسيء للإسلام؟! أيها الفرنسيون و الفرنسيات... أيها العالم المتحضر... من هنا يبدأ الإرهاب... من عقل يرفض الحياة بما أوجبته من جديد و يصر أبداً الاحتكام للماضي و رفض الحياة للفوز بالجنة... |
|