|
مجتمع لافتة خلال هذه الفترة في دمشق وريفها ما أدى إلى انقطاع حركة السير واضطرار عدد لابأس به من العمال والموظفين اعتكاف المنازل أيام الأربعاء والخميس والجمعة باعتبارها عطلة رسمية.. ما سنح لهم تدبير أمور حياتهم وعيشهم في ظل انقطاع شبه تام للكهرباء في بعض مناطق الريف ، فيما المياه تزور المنازل بالمناسبات كل ذلك لايهم كون هذا الواقع أصبح معتاداً عند الأسر وسيدات المنازل على وجه الخصوص.. وماأريد الإشارة له هو حال عمال الوطن وموظفيه الذين تسمروا على الطرقات صباح السبت والأحد الفائت منذ الساعة السابعة صباحاً وهم ينتظرون لساعات طوال تجاوزت الثلاث أو الأربع ساعات عله الفرج يحل بقدوم سرفيس أو سيارة أجرة، أو سيارة موظف عابرة.. فالطقس والجليد وانخفاض درجات الحرارة رغم سطوع حرارة الشمس كان يتحدى الحركة لأي شخص كان، ومع ذلك أصر الجميع أن يصلوا إلى وظائفهم ودوائرهم ومؤسساتهم القريبة والبعيدة راجلين وراكبين ما تيسر من آليات حتى ولو كانت الساعة مابعد العاشرة صباحاً.. كان منظر الموظفين المستعدون للعمل صباح أول أمس السبت من مدينة قطنا إلى جديدة عرطوز.. السومرية.. المزة قدسيا جرمانا.. وفي كل الريف الملاصق للمدينة .. حالة تستحق التقدير والاحترام والثناء.. وإن كان ذلك في إطار الواجب إلا أن حالة البرد والشديدة والصقيع القاسي وقلة حركة السير لما يشبه العدم... نرى سيدات الوطن ورجال الوطن من كل الفئات والاعتبارات يتحدون الظروف المناخية ويؤثرون التعب والحالة الصحية وساعات الانتظار الطويلة.. على ألا يتخلوا عن دوامهم طالما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.. علماً أن هناك هماً آخر وهو العودة إلى المنازل في نهاية الدوام.. لأن واقع السير لم يتغير كثيراً عن واقع الصباح.. فقلة الحركة بقيت كما هي.. لكن إرادة العمل والإحساس بالواجب وإعلاء شأن الهم العام والمصلحة العليا.. فوق كل اعتبار وحدها بددت وتبدد التعب وتزيل آثار الصقيع والجمود في النفوس قبل الأمكنة وأي شيء آخر.. |
|