|
البقعة الساخنة هذه الازمة بكل المقاييس خطيرة جدا , والاخطر من ذلك استمرارها على النحو الذي تحدثت الامم المتحدة به خلال المؤتمر الذي عقدته في العاصمة الاردنية عمان حول هذه المشكلة ( 50 الف لاجئ عراقي كل يوم ). تجاهل الاحتلال الاميركي - البريطاني لهذه المشكلة , بجوانبها الانسانية والاجتماعية والسياسية والامنية .. يدفع للسؤال: هل يتجه الاحتلال الى اخلاء العراق من ابنائه وإلهائه بقضية لجوئه عن المطالبة بالانسحاب من العراق ?! . كل المؤشرات والمعطيات المتوفرة عن الموضوع , تقول بان المشكلة مستمرة ومتصاعدة , مع غياب اي اجراء حقيقي من الاحتلال يكفل عودة هؤلاء اللاجئين في المدى المنظور, وهذا الامر يخلق واقعا مأساويا جديدا لهؤلاء ...ومن هنا تأتي اهمية تحذيرالمفوضية العليا للاجئين من خطورة عدم البحث عن حلول لهذه القضية , وتذكيرها بقضية اللاجئين الفلسطينيين اثناء قيام اسرائيل باحتلال فلسطين عامي 1948 و1967 . ان تقديم المساعدات الضرورية للاجئين العراقيين في البلدان التي استضافتهم امر هام , ومطلوب على نحو عاجل , والتقصير في القيام بذلك يفاقم مشاكلهم ويضاعف من مأساتهم في ضوء طول اقامتهم , ولكن ذلك لا يشكل بديلا للحل بالعمل السريع على توفير مقومات عودتهم الى العراق في اسرع وقت ممكن , والمسؤولية الاساسية تقع على عاتق الاحتلال في هذا الشأن, وايضا على المجتمع الدولي بمؤسساته التي تراخت في معارضة احتلال العراق, وبالاخص مجلس الامن الذي يتعامل مع قضية اللاجئين العراقيين وكأنها غير موجودة . تراخي ادارة بوش في التعامل مع هذا الملف يحتمل اتجاهين ..الاول العبث بديموغرافية العراق .والثاني توزيع المشكلات الناجمة عن الاحتلال الى دول الجوار, املا في ان يصب ذلك بخدمة الفوضى الخلاقة .. والتفسيرات الاخرى لهذا الموقف ثانوية , واجرائية تتقاطع مع ملفات اخرى . ان التصريحات الاخيرة للمفوضية العليا للاجئين هي انذار بالخطر, والمجتمع الدولي مطالب بالضغط على الاحتلال لتحمل مسؤولياته في رعاية اوضاع اللاجئين الحاليين , والعمل على وقف النزوح العراقي بأي ثمن . |
|