|
|
ثقافة
وتدور أحداث الكتاب بين عامي 1982-1986 يروي فيها الكاتب رحلته التي قام بها على ظهر حصان بعد أن شق طريقه على ساحل البحر المتوسط الشمالي منطلقا من دمشق إلى باريس عبر تركيا واليونان وايطاليا وفرنسا واسبانيا ثم الولايات المتحدة الأمريكية وعودته إلى سورية مرورا بالمغرب العربي والجزيرة العربية والأردن. هذه الملحمة الرائعة لم تكن مجرد نزهة, بل عودة الرحالة العربي إلى مسرح الأحداث بعد غياب طويل...هي تأسيس لمعرفة الغرب كما هو بعيداً عن تأثيرات عقود من الاستشراق والاحتلال والتبعية والشعور بالنقص والدونية أو رفضه السلبي, وهي محاولة للتقريب بين الشرق والغرب, في وقت تزداد الهوة بينهما بسبب العدوانية الأمريكية ومساندتها المطلقة للصهيونية الجاثمة على أرضنا العربية. تحقيق هذه الرحلة على ظهر حصان حول العالم أعطى زخماً وحيوية, ولم لا؟ّ فقد كان الحصان دوماً صلة الوصل بين الشرق والغرب وجعلها تحظى باهتمام العديد من وسائل الاعلام في العالم... كما عكست الرحلة ارتباط الرحالة العربي عدنان عزام العضوي الوثيق بأرضه وشعبه وتاريخه وحضارته العربية والدفاع عنها والتعريف بها. وجاء في المقدمة للدكتور عدنان أبو الفضل أن كتاب الاستغراب يضم بين دفتيه صفحات لاتنتمي إلى أدب الرحلات فحسب وإنما ايضاً إلى آداب الفروسية المضمّخة بالشجاعة والإقدام, مذكرة بالماضي المجيد الذي سادت فيه هذه القيم النبيلة, ولايزال يتوارثها الآباء والبنون عن طريق الجينات, وبالإضافة إلى ذلك كله تبقى محاول جادة لنقل الفكر الشرقي, وبالتحديد العربي, من حالة ردود الأفعال إلى الفعل الخلاق, ومن التلقي إلى العطاء والمساهمة مع الآخر في صناعة التاريخ. |
|
