|
le temps ومع ذلك، فإن قتل أي شخص بريء دون محاكمة يجب إدانته كعمل إرهابي، فالإرهاب يعني الانتشار المنتظم للخوف من خلال أعمال عنيفة لتحقيق أهداف سياسية. في 3 كانون الثاني الجاري، أعلنت الولايات المتحدة عن اغتيال الجنرال قاسم سليماني إثر هجوم شنته طائرات أميركية بلا طيار على موكبه قرب مطار بغداد..وكشفت تقارير أخرى أن سليماني اغتيل في العراق بناء على أوامر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستخدام طائرة دون طيار تُعرف باسم «الطائرة المرعبة الكبيرة»، وعلقت صحيفة «فيلت» قائلة: «لقد تم استخدام هذا الجهاز الجوي دون طيار من قبل الأجهزة العسكرية والاستخباراتية الأميركية في جميع أنحاء العالم لسنوات عدة، ليس فقط لمهام المراقبة، ولكن أيضًا من أجل القيام بأعمال اغتيال لشخصيات محددة. منذ بدء ولايته، أمر ترامب بشن أكثر من 238 هجوماً بطائرات دون طيار!...راح ضحيتها آلاف الأبرياء... إذاً من الذي ينطبق عليه مصطلح الإرهابي؟ نعم لقد أمر ترامب بشن كل هذا العدد من الهجمات بطائرات دون طيار في باكستان والصومال واليمن وفي أفغانستان أيضاً. نفذت الولايات المتحدة 5888 هجوماً بطائرة دون طيار حتى الآن، منها 4582 هجوماً بأمر من قبل ترامب، وفي بعض الأحيان، كانت الهجمات تصل إلى ما يقارب 500 هجوم شهريا. وبلغ العدد الإجمالي للأشخاص الذين قتلوا بسبب هذه الهجمات الإرهابية في هذه البلدان الأربعة 11105 أشخاص، ولكن حتى هذه الأرقام تم تجاوزها لفترة طويلة. يستند الإرهاب أساسًا على نشر الخوف والتدمير بشكل منهجي من خلال أعمال العنف، ومن أجل تحقيق الأهداف السياسية أحياناً. حتى الآن، تم تطبيق هذا المفهوم بشكل أساسي على بعض الدول التي أرادت تحقيق أهدافها من خلال مختلف الإجراءات. في جلسة استماع أمام لجنة من مجلس النواب الأميركي، وصفت المحامية واختصاصية القانون الدولي ماري إيلين أوكونيل هجمات الطائرات دون طيار بأنها «انتهاك صارخ للقانون الدولي». ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة تستخدمه بذريعة «حق الدفاع عن النفس»على أساس المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة للوصول إلى مأربها القذرة. من اللافت في هذا السياق أنه في اليوم التالي لتفجير مركز التجارة العالمي في 11 أيلول 2001، تم تعديل المادة 51 بشكل كبير بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 1368. بعد هذا التوسيع لميثاق الأمم المتحدة، أصبح من «الشرعي» الآن قتل أي شخص يقال إنه مشتبه به دون محاكمة، لأن مايسمى حق الدفاع عن النفس يمنح الولايات المتحدة الأميركية الذريعة في قتل الناس في أي زمان ومكان، حتى دون إعلان حرب. في 20 أيلول 2001 - بعد أيام قليلة من هذا القرار - أعلن رئيس الولايات المتحدة آنذاك، جورج دبليو بوش، الحرب على «الإرهاب» في خطاب لا ينسى موجّه للشعب الأميركي. ومنذ ذلك الوقت تم تفويض الجيش الأميركي قانونيا للقيام بأعمال «إرهابية « تحت غطاء مكافحة الإرهاب، لكن ليس فقط الأعمال الإرهابية، بل حتى الحروب النظامية بُررت من قبل الإدارة الأميركية لمكافحة الإرهاب. والمثال الأكثر شهرة هو الحرب على العراق عام 2003، والتي يجب ذكرها هنا. تحت ذريعة زائفة واضحة بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل، واستخدمت الولايات المتحدة نفسها اليورانيوم كسلاح دمار شامل في هذه الحرب. الأرقام الحالية تقول إن أكثر من مليون شخص قتلوا في حرب العراق وحدها، وهذا يثبت ويكشف بما لا يدع مجالاً للشك من يمارس الإرهاب الحقيقي- واشنطن بالطبع- ومن الواضح أيضًا أن سلسلة الدم هذه لم تتوقف بل استمرت في الزيادة حتى اغتيال الجنرال سليماني. خلال فترة رئاسة جورج دبليو بوش، كانت الولايات المتحدة تسقط قنبلتين في الساعة وسطياً، هذا يعني 48 قنبلة في اليوم خلال الثماني سنوات كاملة من ولايته. لقد خفض باراك أوباما الحائز «جائزة نوبل للسلام» !! «العدد المميت من الضربات» إلى 34 قنبلة في اليوم. لكن ترامب تخطى أوباما بسهولة: فخلال العام الأول من توليه منصبه، أطلق الرئيس الأميركي الحالي 121 قنبلة يوميًا في جميع أنحاء العالم، أي قنبلة واحدة كل 12 دقيقة!. والخلاصة هي: إن الحقائق والأرقام المذكورة، وكذلك احتلال واشنطن لأجزاء من دول كثيرة تثبت أن الإرهاب يرتكب علانية من قبل الإدارة الأميركية نفسها - تحت ذريعة النفاق المتمثلة في محاربة الإرهاب. ومع ذلك، يجب إدانة أي جريمة قتل لأي إنسان دون محاكمة سابقة كعمل إرهابي، لأن هذا الإرهاب الذي يضفي الشرعية على نفسه، لم يعد من الممكن أن يستمر وخاصة الإرهاب الذي ترتكبه الطائرات دون طيار وراء ستار مكافحة الإرهاب. |
|