|
معاً على الطريق بعد توسيع قاعدة المشاركة لشخصيات سياسية واجتماعية حملت صفة المعارضة بحق أو دون وجه حق، لكنها بالطبع لن تكون محطة مشابهة لجنيف الذي وضع ائتلاف الدوحة السعودي في مواجهة الوفد السوري الرسمي سارقاً بذلك تمثيل المعارضة نزولاً عند الرغبة الامريكية في المدى الأبعد ورغبة السعودية ومشيخات النفط الخليجيات بصورة مباشرة. لقد كانت جولتا جنيف 2 تجربة مريرة ترافقت مع محاولات تضليل كاذبة من قبل الاعلام الغربي الذي تغاضى عن وجود روبرت فورد السفير الاميركي الأسبق في دمشق الذي كان يمرر تعليماته لأعضاء وفد ائتلاف الدوحة السعودي ولذلك لم يكن جنيف 2 حواراً جدياً ولقاء صادقاً وتمثيلاً حقيقياً لمن يمكن أن يحمل تصوراً أو مشروعاً للخروج من الأزمة لكن جنيف 2 كان محاولة من أعداء سورية لإحراجها في الموافقة وحضور المؤتمر فكان القرار السوري دافعاً لذرائعهم ورسالة للعالم كله بأن الدولة الوطنية حريصة على التمسك والموافقة على مبادرة قد تؤسس لخطوة حل سياسي للأزمة، ومضت بذلك محطة جنيف 2 لتغدو مجرد ذكرى أُفشلها مشاركو وأعضاء ومندوبو ائتلاف الدوحة السعودي الذي جلس زوراً وكذباً وسرقة لمعنى ومفهوم لافتة المعارضة، فائتلاف الدوحة السعودي لايمثل أي مجموعة مقاتلة أو سياسية من جهة، فضلاً على أنه ليس التشكيل الداخلي أو الخارجي الذي كان يقدم نفسه ممثلاً للمعارضة، لكن حقيقة الأمر أن الادارة الأميركية وبني سعود بصورة مباشرة هم من فرض تلك المشاركة خوفاً من ظهور أي صوت مشارك معهم قد يطرح رأياً أو يوافق على طرح موضوعي فكان القرار السعودي باستبعاد أي شخصية موصوفة بالمعارضة خارج ائتلافها المضمون . واليوم يتم طرح محاولة جديدة ومبادرة جديدة تتزامن مع مضي ستيفان دي مستورا المبعوث الدولي في مشروعه الذي لم يتبلور كمبادرة مطروحة وهذا التزامن قد يكون مفيداً وخادماً للهدف الأساسي في الخروج من الأزمة فيما إذا توافرت الشروط الموضوعية وتوافقت الرغبات والتقت المصالح الدولية، وهي ظروف قد تخدم المشروع التوافقي ومشروع الحل وهي أقرب الى التلاقي والتوافق في ظل الكثير من التوافقات الدولية، ولكن التفاصيل الصغيرة والمشاركة المباشرة والحضور وجدول أعمال جلسات الحوار تبقى العقدة التي ينبغي تجاوزها فالقدرة على جميع مجموعات سياسية معارضة لديها رغبة حقيقية في ايجاد حل سياسي للأزمة وتمتلك مشروعاً تصالحياًً وتتطلع لبناء دولة تشاركية ذات سيادة وطنية حقيقية وغير خاضعة لتأثيرات النفوذ الغربي الخارجي ذلك يشكل المدخل الأولي للشروع في حوار وطني سوري- سوري يصوغ الرؤى العامة للدولة ويقر الشكل السياسي للحكم ونظام الحكم وإدارة مؤسسات الدولة كلها وصولاً إلى إقرار السلام الدائم والأمان المستقر كما كان واقع الحال قبل بدء العدوان التآمري على سورية. لقد كانت التجارب السابقة مريرة كلها ومعروف بدقة المسؤول عن إفشال كل محاولات ايجاد الحل، والمرجو من المحاولة الروسية الحالية أن تثمر مقدمات مساعدة لمشروع إصلاحي متكامل وهو الأمر الذي يحمل كثيراً من عوامل النجاح في ظل امتلاك القيادة الروسية لرؤية واضحة لحقيقة الوضع والصراع الدائم في سورية ومعرفة كاملة لواقع الشخصيات المعارضة والتشكيلات السياسية والمجموعات المسلحة الارهابية وارتباطها ومرجعياتها وطريقة تمويلها وتسليحها وامدادها ووسائل اتصالها فضلاً عن القناعة الروسية بصدقية الموقف الرسمي السوري المرحب بكل مبادرة توقف نزيف الدم وتحد من عمليات القتل والتدمير في جميع المحافظات. باعتقادي أن البوادر تبشر باحتمالات معقولة للنجاح بعد سنوات من المؤامرة الكبرى فهل نشهد خلال الأيام والأسابيع تلك البوادر. |
|