تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في حديث الأمزجة وتقلباتها ..

حدث وتعليق
الأحد 7-12-2014
فؤاد الوادي

في أحاديث الأمزجة وتقلباتها تهرول التحليلات والتأويلات مسرعةً لاهثةً تجهد لمقاربة وفهم تلك التقلبات المفاجئة التي غالباً ما تعتريها الضبابية والغموض، وأحياناً الخجل المفرط

والتردد المفجع الذي يمهد في النهاية لتحول صارخ في الموقف والتوجه وربما في الإستراتيجية.‏

المتابع للتصريحات والمواقف والتسريبات التي صاحبت وأعقبت اجتماع التحالف الأميركي الأخير لابد له أن يلحظ على الفور ذلك التغير الواضح في مزاج التحالف إزاء التطورات الحاصلة والمتسارعة على الأرض، على الرغم من أنه لم يضف أي جديد لإستراتيجيته المرسومة المزعومة لـ (محاربة الإرهاب) والتي حافظت على غموضها وجمودها وجمر انقساماتها وخلافاتها التي تتقد ناراً تحت الرماد.‏

الولايات المتحدة كانت في مقدمة الدول التي أظهرت تقلباً واضحاً في مزاجها عندما أعادت على لسان وزير خارجيتها جون كيري إحياء لغة الحل السياسي في سورية بعد أن غابت تلك المفردات عن الخطاب الأميركي السياسي خلال الفترة الماضية، رغم محاولاتها المزاورة والمداورة وتجنب الخوض في المواضيع الإشكالية بشكل صريح وعلني، و ربما هذا ما يفسر إلى حد كبير تغييب الأخيرة المقصود للملف السوري عن جدول أعمال الاجتماع والذي حاولت تجاوزه والمرور فوقه من خلال دغدغة غرائز و أطماع بعض حلفائها الذين لا يزالون يحلمون بإسقاط وتدمير الدولة السورية عبر إشعارهم بأن مشاريعهم الساقطة لا تزال محل اهتمام ونقاش داخل العقل الأميركي الذي تجاوزها بحكم النفعية والمصلحة الأميركية إلى ما يواكب التحولات والتغيرات والمعادلات الجديدة التي ترتسم كل لحظة على الأرض.‏

بمقابل الموقف الأميركي الحذر كان الطرف الاسباني الأجرأ في التعبير عن تغير المزاج العام للتحالف عندما دعا وزير الخارجية الاسباني بكل صراحة وشجاعة إلى التعاون مع الجيش السوري (سيد الأرض) لمحاربة الإرهاب رغم محاولات البعض تعكير هذا المزاج الجديد لأغلب دول التحالف من خلال المواظبة على تكرار واجترار مواقفهم وأحاديثهم المموجة والمستهلكة والمنتهية الصلاحية، وهذا ما عكسه الطرفان التركي والسعودي اللذان حافظا على زخمهما المفرط في تأجيج الأوضاع وتأزيمها والدفع بالأمور نحو الهاوية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية