تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المستفيدون أولاً وأخيراً

البقعة الساخنة
الثلاثاء 26-11-2013
 أحمد حمادة

من سورية إلى لبنان فالعراق وباكستان ومن مصر إلى ليبيا فتونس مروراً باليمن وغيرها من دول المنطقة تكاد التفجيرات الإرهابية توحدها في مشهد واحد حيث يسقط المئات من الأبرياء قتلى وجرحى ومشردين وتكاد الفوضى «الخلاقة» ترسم خيوطها لتتلاقى في بؤرة واحدة وكأن المنبع لكل مايجري يشير بأصابعه إلى المتهم الأول والأخير.

فمن المستفيد من كل هذا الإرهاب والفوضى غير الولايات المتحدة الأميركية وربيبتها اسرائيل أليستا من كرستا الحروب والمؤامرات والعدوانات لغزو لبنان غير مرة لضرب أمنه واستقراره وتدمير المقاومة الفلسطينية التي انطلقت يوماً من أراضيه؟ أليستا من أثار النعرات الطائفية والعرقية والاثنية بين مكونات أبناء المنطقة وخلقتا حروباً وصراعات بديلة عن الصراع العربي -الصهيوني؟.‏

ألم تكونا رأس الحربة في تدمير العراق وغزوه وحل جيشه الوطني ومحاولة تقسيمه على أسس عرقية ومذهبية وتشريد الملايين من أبناء شعبه إلى خارج بلدهم وأصبحوا لاجئين في شتى أنحاء المعمورة؟.‏

أليست أميركا ومعها إسرائيل من استفاد من إشعال الأزمة في سورية وإطالة أمدها عبر التسويف والمماطلة وعرقلة الحوار والمؤتمرات الدولية ريثما يتم تدمير مؤسساتها وجيشها واقتصادها لكي يهنأ الكيان الإسرائيلي العنصري بأمنه المزعوم ويستمر في مشروعه السرطاني الاستيطاني دون أي منغصات أوعقبات في وجهه؟.‏

إنها الحقيقة الوحيدة التي يجب على أبناء المنطقة ادراكها، فالمستفيد الأول والأخير من كل هذه الفوضى والحروب والتدمير هو أميركا ومعها إسرائيل والخاسر الأول والأخير هم شعوب المنطقة لأن أزمة أي دولة سوف تنتقل إلى جوارها دون استئذان مادام المحرضون يعرفون طريقهم ويعرفون الخطط ذاتها التي يسوقونها للوصول إلى غاياتهم وأهدافهم فهل يصحو الجميع على هذه الحقيقة؟!.‏

ahmadh@ ureach.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية