|
نافذة على حدث بطرد السفير التركي من القاهرة واعتباره شخصاً غير مرغوب فيه، عقاباً لحكومة “العدالة والتنمية” التي تمادت كثيراً في تعاطفها مع “الإخوان الساقطين” وتحديها لمشاعر ومشيئة وإرادة شعب مصر الذي صحح ثورته وأعاد لها ألقها وتوهجها بعد عام من سرقتها. هذه الخطوة المصرية القوية سددت صفعة مدوية للسياسة التركية الخرقاء في المنطقة، ووضعت أردوغان وفريقه الحكومي في مأزق خطير، فمن يخسر دولة بحجم وموقع وأهمية مصر لن يجد لنفسه عزاءً وتعويضاً عبر علاقة “شاذة” وغير متكافئة مع دويلة قزم كقطر، أو عبر تحالف مشبوه مع كيان قتل المتضامنين الأتراك ذات يوم على سفينة مرمرة كإسرائيل. وإذا ما قُدر لهذا الأردوغان الوقح أن يتجاهل عدد موبقاته في السنوات القليلة الماضية ويغفرها لنفسه فمن غير المتوقع أن يتجاهلها الشعب التركي أو يغفرها له لأنها جعلت من تركيا عدواً وخصماً لمعظم شعوب المنطقة ابتداءً من سورية والعراق وليس انتهاءً بمصر وروسيا وإيران. فتركيا التي دشنت قبل سنوات قليلة عهداً جديداً بعنوان “صفر مشاكل” مع الجيران تجد اليوم نفسها بسبب الحماقة الأردوغانية الأوغلوية في بحر من الأزمات الداخلية والمشكلات مع الخارج، الأمر الذي أعادها إلى نفس القوقعة التي انطلقت منها لتمر سنوات حكم أردوغان الأخيرة كما لو أنها كابوس يثقل كاهل الأتراك. وبهذا المعيار سيجد أردوغان نفسه قريباً أمام محكمة الشعب التركي التي لا ترحم، فبلد العلمانية والانفتاح على أوروبا والعالم لا يمكن قيادته بأسلوب “الخازوق” والفرمانات السلطوية البائدة، والعلاقات مع الدول لا توطد بطريقة “السفربرلك” أو “الأخد عسكر”، لأن زمان السلطنة دفن في مزابل التاريخ ولا سبيل لاستعادته..!! |
|