|
شؤون سياسية وتخفيف العقوبات الاقتصادية التي فرضت على الإيرانيين بشكل غير شرعي الأمر الذي أعطى لهذا الاتفاق أهمية بالغة واعتبر نقطة تحول في العلاقات بين الغرب وإيران ويشكل خطوة هامة نحو إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل لا سيما وان المعرقل الوحيد لتحقيق هذا الهدف هو الكيان الصهيوني الذي يرفض فتح منشأته النووية للتفتيش الدولي وبالتالي فان المجتمع الدولي مطالب الآن بالضغط على هذا الكيان لإزالة خطر الأسلحة النووية الإسرائيلية على المنطقة . الدبلوماسية الإيرانية النشطة التي استطاعت بناء خطوات الثقة مع المشككين ودفع مجموعة الست (الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين + ألمانيا ) إلى توقيع الاتفاق التاريخي والهام لكونه يعترف ضمنيا بإيران كقوة إقليمية عظمى و يضمن حصول الإيرانيين على التكنولوجيا الحديثة ويراعي حاجتهم إلى برنامج نووي للأغراض السلمية وبالتالي إنتاج الوقود للمحطات النووية وللمفاعلات البحثية التي تنتج نظائر للأغراض الطبية والإنسانية الأمر الذي شكل انتصارا لثقافة المقاومة ولغة الحوار التي انتهجتها إيران منذ بدء الأزمة مع الغرب الذي حاول جاهدا وعلى مدى عشر سنوات وعبر التهديد باستخدام القوة وفرض العقوبات منع الشعب الإيراني من الحصول على التكنولوجيا وبالتالي عرقلة تطوير بلاده لتبقى إيران سوقا لتصريف منتجاته ما يؤكد ان العنف والقتل والتحريض ومحاولة تشويه حقيقة طموحات الشعب الإيراني في التطور عبر امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية لم تنجح في ثني الإيرانيين من تحقيق أهدافهم وإصرارهم على مواجهة التحديات ومواصلة تقدمهم التكنولوجي . الترحيب الدولي بالاتفاق النووي الذي ينص في بنوده على استمرار إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 5% ويحيد اليورانيوم المخصب بنسبة20% ويتم بموجبه أيضا حصول إيران على نحو 8 مليارات دولار في إطار رفع العقوبات والإفراج عن بعض الأرصدة الإيرانية ورفع القيود عن تصدير بعض المواد النفطية والبتر وكيماوية كل ذلك يشير بان القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية بدأت بالاستدارة وتغيير موقفها من إيران كما يؤكد فشل أعداء الشعب الإيراني في التحريض وإثارة أجواء التوتر عبر اللجوء إلى أساليب الخداع وتشويه حقيقة ان إيران تعمل جاهدة من اجل الحصول على التقنيات الحديثة التي تخولها التقدم في مجال التكنولوجيا والطب والبحث العلمي . واستناداً إلى ذلك عبر الكيان الصهيوني عن هذا الإخفاق والفشل في التحريض والضغط على القوى الغربية من اجل عرقلة التوصل إلى حل سلمي وعلاقات مشتركة بين إيران والغرب تقوم على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحق الشعوب في الحصول على حقوقها وذلك من خلال هستيريا التصريحات التي صدرت عن مسؤولي هذا الكيان الغاصب حيث قال مسئول في مكتب رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ان هذه صفقة سيئة تمنح إيران ما كانت تريده بالضبط بينما قال وزير المالية يائير لابيد لراديو جيش الاحتلال ان الاتفاق الدبلوماسي أفضل من المواجهة ولكن ليس هذا الاتفاق في حين قال وزير الاقتصاد الإسرائيلي نافتالي بينيت ان إسرائيل لا ترى نفسها ملزمة بهذا الاتفاق السيئ للغاية الأمر الذي يؤكد حقيقة النيات الإسرائيلية المبيتة تجاه الشعب الإيراني والسعي الحثيث لمنع الاعتراف بإيران كقوة إقليمية عظمى وبالتالي العمل لعرقلة التقدم العلمي والعسكري للشعب الإيراني ليبقى هذا الكيان قوة غاشمة تشن عدوانها على الشعوب معتمدة على ما تملكه من ترسانة عسكرية ونووية تتيح لها الاعتداء على شعوب المنطقة وتحقيق مصالحها على حساب مصالح الآخرين وأمنهم وسلامتهم . وانسجاماً مع مواقفها المبدئية رحبت سورية بالاتفاق النووي بين إيران ومجموعة الست الدولية انطلاقا من قناعتها بحق الشعب الإيراني الصديق بامتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية وثقتها بأن القيادة الإيرانية لم تكن تنوي في يوم من الأيام بصنع أسلحة نووية لأغراض عسكرية لاسيما وان مرشد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي قد اصدر فتوى بتحريم امتلاك الأسلحة النووية العسكرية والاهم من ذلك فان القيادة السورية والشعب السوري على قناعة تامة بأن المشكلات الخلافية في المنطقة لايمكن حلها عبر الإرهاب والعقوبات الاقتصادية وشن الحروب وإنما عبر الحوار لاسيما إذا توفرت النيات الصادقة لدى مختلف الأطراف والتي تحفظ مصالح الشعوب وحقوقها بعيدا عن الاملاءات والتدخل في الشؤون الداخلية للدول والتهديد باستخدام القوة . وأخيراً حققت إيران انتصارا دبلوماسيا كبيرا لما يحمله الاتفاق النووي من حفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الإيراني بالحصول على الطاقة النووية كما يشكل انتصارا لمحور المقاومة والممانعة وللمحور الدولي الذي يرفض الإرهاب والقتل واستخدام القوة ويحتكم في حل المشكلات الخلافية إلى قوانين الشرعية الدولية ومبدأ الحوار والحفاظ على حقوق الشعوب فهنيئا للشعب الإيراني وقيادته الحكيمة ونأمل من المجتمع الدولي تكريس مبدأ الحوار لحل المشكلات وفي ذلك ضمان للأمن والسلم الدوليين وتحقيق المصالح المشتركة للشعوب . |
|