تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في حفل تكريمه.. رفيق سبيعي فنان الشعب.. أثرى الفن الوطني بأعمال رائعة

منوعات
الثلاثاء 26-11-2013
متابعة - فاتن دعبول

في إطار التعاون بين اتحاد الكتاب العرب ونقابة الفنانين في سورية، أقام فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب في مركز ثقافي «أبو رمانة» حفلا تكريميا لفنان الشعب رفيق سبيعي

الذي أثرى الفن الرفيع بمنمنمات رائعة رصعت الفن الوطني والقومي بجواهر هي فخر حركتنا الفنية وثمن صبحي سعيد أمين سر فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب بالدور الفعال للفن الرفيع في الارتقاء بالذوق الراقي والفكر إلى مراتب انسانية، حضارية سامية، وقال: لقد عبر الفنان الكبير عن هذه المهمة الجليلة للفن العربي الأصيل فكان بحق فخر حركتنا الفنية.‏

وبين الدكتور نزار بني المرجة عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب أنه يكرم شخصية أعطت هذا الوطن بمصداقية عالية وبلا حدود من خلال تقديمه ابداعات هامة على صعيد المسرح وذلك في النصف الأول من عمره فكان بعضها بالابيض والأسود فشكل بذلك مكانة رائدة في الحركة المسرحية إلى جانب عبد اللطيف فتحي وحكمت محسن وسعد الدين بقدونس ودريد لحام وغيرهم.‏

ومن أبرز مسرحياته الأشباح، الاستشهاد، القادم من امريكا.‏

والفنان الكبير رفيق سبيعي فنان شامل بدأ حياته منذ الطفولة منصتاً للحكواتي في مقاهي دمشق، متمردا على تقاليد البيئة والاسرة في رحلة طموحة لاكتشاف الدنيا من زاوية الفنون، مشيرا إلى حرصه لاظهار ما هو ايجابي في البيئة الأصيلة ونبذ كل ما هو سلبي عبر النقد الفني البناء عن طريق المسرح أو الاغنية أو المونولوج.‏

وقد ابتكر شخصية أبو صياح التي كانت الاكثر شهرة في الذاكرة ولا تزال إلى الآن قادرة على العطاء بنجاح كبير باعتبارها شخصية اساسية في تاريخ الفن السوري المعاصر على صعيد المسرح والسينما والتلفزيون إضافة إلى السهرات الجميلة التي كان يتخللها فقرات غنائية لمطربين عمالقة.‏

وأضاف بني المرجة أن الطابع الأبرز والأهم في مسيرة سبيعي الفنية الطويلة هو الطابع الوطني لمجمل أعماله، فقد كان في كل ما ابدع سواء على صعيد التأليف والاعداد والغناء والتمثيل والاخراج إنما يمثل ضميرنا الوطني الجمعي ويعبر عن شعورنا بالانتماء الوطني العميق الجذور لهذا الوطن مثلما يعبر عن آلام وأمال البسطاء والكادحين من أبناء شعبنا العربي السوري الطيب، ومثلما يعبر في الوقت نفسه عن شموخ واعتزاز كل منا بما نحمله من قيم وبما تعنيه دمشق الشام وسورية من معان جديرة بالخلود في المآقي والمهج والعيون .‏

وقال الدكتور صابر فلحوط: استطاع الفنان الكبير رفيق سبيعي أن ينزل الفن في سورية من شرفاته العالية إلى الساحات الشعبية والحواري الضيقة فكان بحق فنان الطفولة والمرأة والرجل والفلاحين والعمال، بل فنان الشرائح الشعبية كافة.‏

وأضاف: عرفته منذ خمسين عاما في حالتي الفقر والغنى، فلم يكفر في الاولى ولم يبطر في الثانية، وأتمنى له المزيد من العمر والعطاء الفني والوطني والقومي.‏

وعبرت الفنانة هدى شعراوي بالقول: إن الفنان رفيق سبيعي هرم كبير نعتز به، فإن كانت مصر تفخر بأهراماتها الثلاثة فنحن لدينا هرم كبير يضاهيها هو رفيق سبيعي.‏

وبين المخرج حسن حناوي أهمية أن نعمم ثقافة التكريم للمبدعين في المجالات كافة، ويسجل لاتحاد الكتاب العرب هذه المبادرة الهامة، واستحضر محطات هامة من حياة هذا الفنان الكبير على صعيد السينما والتلفزيون والمسرح والاذاعة، وقال: استطاع الفنان سبيعي أن يبقي على مساحة وطنية متجذرة في خلاياه ورثها من آبائه واجداده ومن تراب هذه الأرض ومن ياسمينها، وبقي سورياً بكل تفاصيله وقدم أخيراً مجموعة من الاغاني الوطنية التي تعبر عن انتمائه وخوفه على هذا البلد العزيز، حقاً لم يخطئ الشعب عندما قال إنه فنانهم .‏

وفي بوح رائع عبر الفنان أحمد خليفة عن مسيرة الفنان الكبير ومواقفه النبيلة وأنه كان بحق قامة لا تضاهى.‏

كما بين الدكتور منير أبو شعر أن الفنان استطاع أن ينتقل من قمة إلى قمة الى منها بكفاءة واقتدار وانتقل من أمام المايكروفون، ومن أمام الكاميرا إلى ورائها إلى تفاصيل الفن كافة وتمنى لمسيرته المعطاء كل التقدم والألق وللفن في سورية الارتقاء دائما، وكما كانت سورية قلب العروبة النابض هي أيضا قلب الفن النابض.‏

وعبر الفنان رفيق سبيعي عن سعادته بالتكريم لدلالته على احترام الفنان ودوره في المجتمع ورسالته الهامة، وحزين لما يحصل في سورية من تخريب ودمار على يد التجمعات الارهابية التي تعيث فسادا في أمننا واستقرارنا وحياتنا.‏

وعن لقبه بفنان الشعب بين سبيعي أنه يعتبر نفسه مسؤولا عن حماية الوطن بكل شرائحه التي يحملها في قلبه متمنياً لبلده أن يبقى شامخا قويا دائما، وهو ممتن للدولة والجهات الرسمية التي لم تقصر بحقه وحق الفنانين الذين منحوا الدعم بما يساهم في نجاح مسيرتهم الفنية، وما هذا التكريم إلا نموذج ودليل على احترام المؤسسات السورية لفنانيها ومبدعيها، وقال: أنا سعيد لأن الفنان في بلادنا يحتل مكانة كبيرة لاسهاماته التي سجلت مرحلة هامة في تاريخ الدراما واستحق بذلك الفنان السوري كل تقدير واحترام.‏

وفي نهاية الحفل قدم الدكتور نزار بني المرجة درع تقدير لعطاءات وابداعات المبدع الكبير والقامة العالية رفيق سبيعي، وبالمقابل قدم الفنان رفيق سبيعي تمثال «أبو صياح».‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية