|
فنون
مع الفنان عبد الفتاح المزين كان اللقاء ليحدثنا عن مشاريعه ونقف معه عند بعض القضايا الفنية الهامة يقول : ثمة مشروع قيد الاتفاق على عقده في بيروت يحمل عنوان (رياح غربي) يحكي عن الادمان والمخدرات وسينفذ على شكل 60 فيلماً كل فيلم ساعتين يشرح حالة من حالات الادمان، ويتطرق لشرائح المجتمع كافة من مثقفين وطلاب وأطباء وغيرهم، أخذت أحداثه من واقع سجون سورية فالحالات حقيقية، فكرة العمل صاحبها أنا لكن التأليف والسيناريو والحوار للكاتب هاني السعدي . ـ غلبت على أدوارك تجسيدك لشخصيات الشر فلماذا اختارتك هذه الأدوار؟ للشر في رأيي أنواع كبصمة اليد وهو يمثل دينامو الاعمال فالبطل السلبي هو اللافت غالبا وشخصيته الدرامية تكون معقدة ومرهقة لتوصل فكرة معينة عن لون من ألوان الشر، وربما وجد المخرجون صفات أتفرد بها بالشكل تناسب هذه الأدوار ولقد لعبت الكثير منها وأحببتها وما يهمني في النهاية أن أقدم الدور بشكل مقنع . أما ادواري الإيجابية فهي قليلة جدا فهناك عمل واحد في السينما (نصف ميل غرام نيكوتين) حيث جسدت شخصية رجل دين متصوف أعمى متنور ونال ثلاث جوائز في ايطاليا. ـ عرف عنك أنك مقل بأعمالك فلماذا؟ قناعتي أن أقدم عملين فقط بالسنة لأننا لسنا في عصر المعجزات ولا يمكن للفنان أن يترك بصمة مميزة في كثير من الأعمال في الآن نفسه، فأنا أحترم جمهوري وأحافظ على مشاعره وهذا أهم لدي من المال والشهرة، فحتى أكون مقنعا يجب أن أقوم بالدور على أكمل وجه. ـ هل شخصية زاهي هي التي صنعت الفنان عبد الفتاح أم هو من صنعها؟ أعترف أني قدمت أعمالا اهم بكثير من هذه الشخصية وربما ترسخت هذه الشخصية في ذهن المشاهد لأنها شعبية وفيها طرافة، وبالطبع أنا من صنع هذه الشخصية وهذا أعتمد على مخزون ثقافي تراكمي وعملت على اخراجها بطريقة يتقبلها المشاهد بشكل واقعي. ـ شهدت الأزمة مغادرة العديد من الفنانين فماذا تقول ؟ لا أؤيدهم فبلدنا هي أمنا ويجب أن نقف إلى جانبها كما فعلت هي وعلينا أن نكون معها وخصوصا عندما تكون في أزمة . ـ ماذا عن أعمالك في السينما؟ رغم أعمالي العديدة التي وصلت إلى 37 عملا سينمائيا في القطاع الخاص وأعمال أخرى في المؤسسة العامة للسينما وحصولي على جوائز وميداليات ذهبية وخصوصاً فيلم (حادثة نصف متر) نال سبع ميداليات ذهبية وواحدة في لوس أنجلوس لكن لي عتب على مؤسسة السينما لأن أعمالها ليست جماهيرية ولم تستطع أن تصنع سينما سورية كجمهور سوري، بالإضافة إلى أن البنية التحتية (صالات سينما) غير متوفرة وأفلامها تصنع فقط للمهرجانات وأنا ضد هذه الفكرة وكان الأجدى أن تبدأ بأفلام للجمهور عامة أولا ثم للنخبة أو للمهرجانات. ـ ماهي طموحاتك؟ أطمح للأفضل والأفضل وشخصيات كثيرة لاتزال في ذهني وخصوصا الشخصيات الإنسانية على صعيد الكوميديا والتراجيديا. ـ هل أنصفك الفن؟ لم ينصفني الفن أبدا ولو عاد بي الزمن لما امتهنت التمثيل رغم احترامي لهذا الفن وذلك لأني فوجئت بالقائمين على المهنة وأصبت بخيبة أمل وتمنيت لو بقيت فنانا تشكيلياً. ـ كم ساهمت ممارستك للفن التشكيلي في صياغة الشخصية؟ الفن التشكيلي هو هواية درسته باجتهاد شخصي بعد حصولي على الثانوية العامة وشاركت في معارض عديدة بأوروبا، ولا شك أن الفنان التشكيلي هو أدق في ملاحظة التفاصيل من الفنان العادي وهذا بدوره أكسبني تعاطياً مع الشخصيات ودراستها شكل أعمق حتى لتكاد تتحول إلى لون وبدوري أتعامل مع الشخصية حسب لونها أي بخصوصية كل شخصية. ـ ثمة ظاهرة طفت على الساحة الفنية وهي غلبة الوجوه الشابة في الأعمال الدرامية ، فماذا تقول في ذلك؟ نحن نحتاج للشباب في أعمالنا الدرامية واعترف أن أغلبهم حقق نجومية على مستوى ، لكن هذه الظاهرة سلبية جدا ولا يمكن أن تكون منصفة رغم أن هناك بعض الشباب يستسهلون الفن ويسعون فقط إلى الشهرة وهذا يشكل مقتلهم ومقتل الدراما معهم فأنا مع الشباب المجتهد الذي يحترم عمله وجمهوره وتأتي النجومية تحصيل حاصل، وأعترف أن لا تقاليد للمهنة لدينا ولا منهجية ، وهنا لا ننكر أننا نملك مواهب قوية ومخرجين مهمين وممثلين متميزين على عكس ما عرف في مصر أنهم سبقونا في تقاليد المهنة وفي التنسيق والاستراتيجية ، حتى أن المنتجين عندهم لديهم من الثقافة والمعرفة وحب الفن ما يؤهلهم لدخول هذا العالم بينما عندنا أصبحت الأمور غير مضبوطة وحبذا لو وضعت معاير لذلك لمنع الاستسهال. ـ كيف تقيم ظاهرة الأعمال الشامية؟ في أغلبها تسيء للشام ولا علاقة لها بالشام بل تسعى إلى تخريبها ويمكن أن نطلق على ذلك بالاستعمار الثقافي ولا أدري لماذا نختار دائما الأسوأ لنبرزه، ودمشق معروفة بعراقتها وحضارتها وقيمها التي لانزال نفخر بها، فأنا أتحفظ على أكثر الأعمال الدمشقية ما عدا بعضها مثل (أبو كامل، الأميمي). ـ لو طلب منك تقديم عمل بيئة شامية فهل تشارك؟ إذا كان العمل يحكي عن بلادنا بشكل لائق ومدروس فلن أتردد، لأني لا زلت نادماً على مشاركتي في مسلسل (زمن البرغوت) فالدور لم يعجبني وأعتبره غلطة لن تتكرر لأنه دور غير فاعل . ـ لو كنت في موقع المسؤولية ماذا كنت ستفعل؟ أضع الرجل المناسب في المكان المناسب في كل مراحل العمل الفني وأعيد تنظيم كل شيء الإنتاج، المنتجون، النصوص، حتى الممثلين ليكون الجميع تحت رقابة الدولة لتكون الدراما السورية بخير بعيدا عن المنتجين غير الكفوئين. |
|