تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مشاكسات..نجوم مع وقف التنفيذ

فنون
الاثنين 2-12-2013
 فؤاد مسعد

إنهم مبدعون سوريون يصلون أحياناً إلى مرتبة النجومية نظراً لأهمية ما يقدمون في العديد من المحافل والبرامج وخشبات المسارح، حققوا حضوراً قوياً يعجز الكثيرون على مقارعتهم عليه ، ذلك كله يحققونه في العديد من الأماكن ولكن ..

ما الذي استطاعوا تحقيقه هنا؟ ومن يقدم لهم الدعم ويسعى لتوظّيف ما يمتلكون من ملكات وطاقات ومواهب ويضعها على خطها الصحيح ؟.. أذكر هنا ما قالته إحدى النجمات الهوليوديات التي أكدت أنها وصلت إلى مكانتها العالمية من خلال موهبتها أولاً ووجود المجال والمكان المناسبين اللذين حققا لها ترجمة ما لديها واستثماره بالشكل الأمثل ولكن (والكلام للنجمة) هناك الكثير من الموهوبين مثلها في العالم لا يعلم بهم أحد لأنه لم تتوافر لهم ما توافر لها من فرص وإمكانيات .‏

دائماً كانت سورية تكتنز بالمبدعين والموهوبين ، ومنها انطلق الكثير من الفنانين السوريين والعرب ، لا بل هناك أفلام صُنفت على أنها من الأهم عربياً وهي لمخرجين عرب وأنتجت في سورية ، حتى أننا كنا نُفاخر يوماً بالقول أن عمالقة المطربين العرب خرجوا من رحم الإذاعة السورية .. والسؤال اليوم ، ما الذي حصل ؟ ولماذا تراجع هذا الدور وتركنا للآخرين لذّة اكتشاف مواهب مبدعينا وتشذيبها وصقلها وتقديرها وأحياناً كثيرة احتكارها ؟.. لنعود فيما بعد ونستوردها نجوماً عرباً فضلنا أنها انطلقت من هنا ولكن ما من شركة أو جهة تدعمها أو تسعى لاكتشاف أهميتها وبلورة آلية لتطويرها ، وإن نظرنا إلى برامج المسابقات المنتشرة على الفضائيات العربية نستيقظ فجأة ونندهش من أن هناك الكثير من المبدعين السوريين الذين لا يجدون ملاذاً لهم إلا الاشتراك في برامج عربية لعلها تكون نافذتهم نحو النجاح .. وهنا أقول أن النيات الطيبة لا تصنع إبداعاً ، فنحن بحاجة للاهتمام بهم بعيداً عن المحسوبيات وترطيب الخواطر ، فإما أن نكتفي بالتفرج والتصفيق تارة لموهبة أخذت طريقها نحو النجاح والحزن تارة أخرى على موهبة ظلمت ، أو أن ننتقل إلى دائرة الفعل الحقيقي الذي يحركه خوفنا على المستقبل، ويبقى السؤال : إلى متى سنبقى مصدّرين للمواهب والامكانيات ومستوردين للنجوم السوريين ؟..‏

">Fmassad@scs-net.org‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية