|
حدث وتعليق ليبدأ بالبحث عن رقعة جغرافية أخرى يدحرج اليها «نصرته» ومن على شاكلتها الارهابية، عله يعوض بعضاً من خساراته مغذياً أمانيه العثمانية بأوهام نهب الثروات في ليبيا، وليتخلص بالوقت نفسه من عبء أولئك الإرهابيين ومخاطر ارتدادهم بعد الهزيمة إلى عقر دار مشغلهم التركي. أردوغان الذي تحسس صفعات الميدان الموجعة في سورية، كلما ضاقت خيارات مناوراته وتكبلت تحركاته واشتد وطيس المعارك في الشمال السوري آخر مساحات لعبه الإرهابي ومخاتلته السياسية، خرج متسولاً هدنة ليتمكن فيها من ابتلاع غصات الهزيمة المرة ورتق ثقوب الخسارات بمسلات التعويض والبحث عن بدائل إرهابية يرمي سنارتها للصيد في وحل الإرهاب بمكان جديد. لكن كما قزم الميدان السوري استطالات أوهامه ولم تنطبق حسابات أطماعه مع بيادر الإنجاز السوري، رغم كل ما بذره من إرهاب ونفثه من سموم تعطيل، وكذلك لن تنطبق حساباته مع معادلة الرفض الليبي لوجود قواته الغازية. فالضربات بدأت تتوالى على رأسه من إدلب الى ليبيا التي يرفض جيشها الوطني أي دور سياسي أو وجود عسكري للوصولي التركي، وذخيرة احتياله ومخزونه الإرهابي الذي يحتفظ بهما ليعومهما على سطح المشهد إلى يوم إفلاس سياسي واندحار ميداني في معارك المواجهة لم تعد قادرة على شحن بطاقات ائتمانه الإرهابية للتفعيل في ساحات المعارك السياسية والعسكرية بعد تكشف عورات انتهازيته، فالميدان الليبي بدأ يرسل له رسائل مختومة بحبر دماء جنوده ومرتزقته الذين فاق عددهم الألف، كما وثقته المعلومات الدولية وكشفته الصحف الغربية ومنها «الغارديان» البريطانية، ارسلهم لتغيير معادلة الميدان هناك لما لهم من باع إرهابي طويل في حروب تنفيذ الأجندات الاخوانية. حان للواهم التركي ان يستفيق من غيبوبة هواجسه العثمانية، ويئد أوهامه الاحتلالية وأن يدرك أن لعبه على حبال الاحتيال والمتاجرة بسلام الشعوب والاصطياد في عكر الأوضاع لن يوصله إلا الى طرق مسدودة، فأوراقه احترقت ومساحة الرفض الدولي لممارساته البلطجية اتسعت، وعليه أن يكف عن التدخل السافر بشؤون الدول وتأجيج الحروب، وإلا فميادين المواجهة كفيلة ببتر ذراعه الإرهابية. |
|