تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


(تظــــاهرة الســـــينما الســــورية الحديثـــة) فــــي حلـــب

ثقافة
الاثنين 1-12-2014
فؤاد مسعد

حلب المدينة المصرّة على الحياة بكل ما فيها من أنشطة وفعاليات، تحيا بها الفنون والآداب والثقافة، كما تحيا بها السينما، وفيها يقيم مهرجان الشباب السينمائي والنادي السينمائي (تظاهرة السينما السورية الحديثة) بالتعاون مع مديرية الثقافة وفرع نقابة الفنانين فيها وبرعاية محافظ حلب،

وذلك خلال الفترة الواقعية بين (6-11) من الشهر الجاري على مسرح نقابة الفنانين، وتقام العروض يومياً الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، أما الأفلام المشاركة فهي متنوعة المشارب والمخرجين والاتجاهات والمدارس السينمائية كما تتنوع في مصادر وتاريخ إنتاجها، وهي حسب ترتيب العرض (الشراع والعاصفة، دمشق مع حبي، صديقي الأخير، طعم الليمون، مريم، الموت حباً).‏

(الشراع والعاصفة) فيلم روائي طويل من إخراج غسان شميط وهو مأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب الكبير حنا مينة، سيناريو وفيق يوسف وغسان شميط، وإنتاج المؤسسة العامة للسينما، ويتناول حكاية (الطروسي) البطل الشعبي عاشق البحر الذي يعيش تجربة إنقاذ سليم الرحموني من موت مؤكد وسط عاصفة بحرية هوجاء، عنه يقول مخرجه: إنها المرة الأولى التي يُقدم فيها عبر السينما السورية بطل شعبي بحري كشخصية الطروسي، فهو يعتبر انساناً نبيلاً لديه صفات جيدة وأخرى قد تكون سلبية ولكنه يسامح في اللحظة المناسبة. وأرى أنه من الضروري وجود مثل هذه الشخصية في السينما السورية لأننا رأيناها في بيئات مختلفة، ومن هنا تنبع أهمية العمل في أننا ندخل لأول مرة في مثل هذه التفاصيل.‏

الفيلم الروائي الطويل (دمشق مع حبي) سيناريو وإخراج محمد عبد العزيز، وإنتاج شركة الشرق، يقدم قصة فتاة دمشقية تريد الهجرة وأثناء وجودها في المطار يكشف لها والدها سراً قديماً فتعدل عن قرارها، وتبدأ رحلة بحثها في دمشق القديمة مكتشفة خبايا غريبة وعوالم جديدة في هذه المدينة الساحرة. والفيلم في إطاره الخاص هو البحث عن الحب القديم ولكنه لا يلبث أن يزيح اللثام عن الإطار العام الحاضن للقصة والذي يذهب باتجاه اكتشاف حميمية المكان وتفاصيل الحياة اليومية التي تعكس روح الإخاء الحقيقي والانسجام في المجتمع السوري.‏

كما تعرض التظاهرة فيلم (صديقي الأخير) إخراج جود سعيد وسيناريو مشترك بينه وبين الكاتب فارس الذهبي، وإنتاج مشترك بين المؤسسة العامة للسينما وشركة فردوس دراما، وفيه يتم تناول قصة طبيب مُنتحر والأسباب التي أدت للانتحار لتتحول الحكاية إلى حكاية مجتمع بما يحمل من تداعيات وأسباب أوصلته إلى نتائج قد تكون مؤلمة في أحد مفاصلها وتحمل الأمل في مفاصل أخرى فيتحول الهم الفردي إلى هم جماعي إنساني بما يحفل به من أسئلة تتعلق بالهوية وبمكانة الإنسان وسط محيطه.‏

الفيلم التلفزيون (طعم الليمون) إخراج الراحل نضال سيجري عن نص لرافي وهبي وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، يتناول من خلاله حكاية حب بريئة تجمع الطفلة (يافا) الفلسطينية مع الطفل (فارس) النازح من الجولان، بعد أن يوحد بين قلبيهما ما يتقاسمانه مع الرفاق من سكاكر بطعم الليمون، وحكاية الحب الطفولي تلك ستفتح بدورها الباب مشرعاً على حكايات أخرى لعل أبرزها حكاية عائلة الطفلة (يافا) وهي جزء من سفر اللجوء الفلسطيني، وإلى جانب الحكاية الفلسطينية ستبرز حكايات أخرى عن أناس بسطاء أبعدتهم الظروف عن أوطانهم ليجمعهم بيت واحد في حي دمشقي.‏

الفيلم الروائي الطويل (مريم) إخراج باسل الخطيب وتأليف مشترك بينه وبين أخيه تليد الخطيب، وإنتاج المؤسسة العامة للسينما، يروي قصص ثلاث نساء، أسماؤهن مريم عاشت كل منهن في زمن مختلف عن الآخر في محاولة لطرح فكرة أن التاريخ يعيد نفسه. مريم الأولى عاشت أواخر أيام الاحتلال العثماني للمنطقة العربية في قرية صغيرة. أما قصة مريم الثانية فتقفز بنا عبر الزمن ما يقارب الخمسين عاماً، لنصل إلى سيدة أربعينية مسيحية من الجولان مات زوجها في الحرب وفقدت حماتها في حرب 1967 تحت القصف الإسرائيلي. ومريم الثالثة هي مغنية تعيش زمننا المعاصر وتحمل في قلبها الكثير من معاني الحب والدفء للماضي.‏

الفيلم التلفزيوني (الموت حباً) والذي سيتم تكريمه في التظاهرة، من إخراج حسام حمود وتأليف طالب عمران، سيناريو رانيا درويش، وتمثيل: سوزان نجم الدين، عامر العلي، صباح الجزائري، حسام تحسين بك.. ومن إنتاج القناة الفضائية التربوية، وفيه يتم ضمن عوالم غرائبية تناول حكاية امرأة غنية تعمل في الصحافة تعاني من مرض نادر تتزوج من شاب سليم ولكن يموت ومن ثم تبدأ البحث عن زوج آخر لتخطف منه حياته هو الآخر.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية