تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«تجميد « بثوابت سورية

حدث وتعليق
الاثنين 1-12-2014
منذر عيد

هي الجعب تحمل مستلزمات تتناسب وطبيعة الطريق.. فجميعهم حمل بجعبته حسب وصف الاخرين له الطريق الذي سيسلكه .. غير انه وفي كثير من الاحيان ما كانت تلك الجعب تبدل من محتواها عندما يسلك قاصد دمشق طريقها ..

فتشكيل الصورة التي رسمها الاخر في ذهن «المبعوث الأممي إلى سورية دي ميستورا»، أو لملم نقاطها شخصيا قبل دخول سورية، تلاشت بجميع ملامحها، أمام صورة جديدة .. صورة فوتوغرافية، أكثر صدقا ودقة.. فما خرج به دي ميستورا من دمشق، ليس بما كان يحمله اليها.‏

ربما ليس ما نذكر بالجديد، أو المفاجئ للبعض.. ولكن اقتراب نضج أفكار «المبعوث» وتحولها الى ورقة عمل.. جعل من مجرد نبأ قدوم دي ميستورا الى دمشق إعصارا لدى المجموعات الإرهابية المسلحة خاصة في حلب.. فما تسرب من تلك الافكار قلب الطاولة في وجه الإرهابيين هناك.. وجعل كبيرهم يتقاتل مع صغيرهم.. بين مؤيد ومعارض.. فالخطة أو الأفكار هدفها إعادة الامن والامان ، واخراج المدينة بسكانها من دوامة القتال.. وهذه ثوابت الحكومة السورية.. وهنا مربط الفرس .. ومكمن وجع المتآمرين.‏

كما كانت مع من سبقه ..رحبت سورية بمساعي دي ميستورا لحل الازمة سياسيا.. على قاعدة السيادة واستقلال القرار.. وهذا ما خلص اليه دي ميستورا» بحسب ما سرب» لتنفيذ نظرية «تجميد القتال» في مدينة حلب.. حيث لن يكون هناك تواجد للإرهابيين .. ولا سلطة الا سلطة الدولة عبر أجهزتها الأمنية» قوى الأمن الداخلي».. الامر الذي جعل الفرنسيين يدركون خطورة ما تقدم به دي ميستورا ودفعهم الى تجديد نغمة المنطقة العازلة في حلب تحت شعار حماية المدنيين.‏

سقط كوفي أنان بأفخاخ المتآمرين وما زرعوه من الغام في طريقه.. وفشل الاخضر الابراهيمي في الوصول الى ما كلف به عندما تحول الى طرف وساعي بريد لدى الاعراب.. والى الان يبدو أن دي مستورا تعلم من كبوات سابقيه.. فأجاد مهمته.. وفهم أن عملية القفز فوق الخطوط الحمر السورية أمر يؤدي الى الفشل.. خطوط رسمتها القيادة والجيش والشعب» سيادة استقلال وحل سوري سوري».. ليبقى وطني طاهرا حرا سيدا نبيلا..‏

moon.eid70@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية