تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مهاجرو الجزائر ..محاربـو الصحـراء في المونديـــال

كأس العالم
الأحد 13-6-2010م
إذا كانت الجزائر قد عادت الى الادوار النهائية لكأس العالم لكرة القدم للمرة الاولى منذ 24 عاما وتحديدا مونديال 1986 في المكسيك، فإن الفضل يعود بدرجة كبيرة الى لاعبيها المحترفين في فرنسا وهم ابناء مهاجرين لم ينسوا أصولهم.

بلد الاقامة فرنسا، لكن البلد الأم الجزائر. انه العمود الفقري للمنتخب الجزائري لكرة القدم المشارك في نهائيات كأس العالم المقامة في جنوب افريقيا حتى 11 تموز المقبل. فعلى غرار جيل المنتخب الفرنسي في مونديال 1998 الذي ضم في صفوفه مزيجا من اللاعبين السود والبيض المهاجرين، فان تشكيلة «محاربي الصحراء» هي الآن في معظمها مؤلفة من المهاجرين. اللاعبون الذين ولدوا في الاراضي الفرنسية من ابوين جزائريين واختاروا جنسية مزدوجة، من الواضح أنهم عادوا الى اصولهم وهم فخورون بذلك، ونجحوا في اعادة البسمة الى الجماهير الجزائرية من خلال حجز بطاقة التأهل الى المونديال للمرة الاولى منذ عام 1986 في المكسيك والثالثة في التاريخ بعد 1982 في اسبانيا.‏

التشكيلة الاساسية للمنتخب الجزائري في التصفيات كانت تضم 8 لاعبين يملكون جواز سفر فرنسي وهم مجيد بوقرة وعنتر يحيى ونذير بلحاج ويزيد منصوري وخالد لموشية وكريم زياني وحسان يبدة وعبد القادر غزال، وسيكون الامر كذلك في جنوب افريقيا ان لم يكن أكثر لأن المدير الفني رابح سعدان استدعى 7 لاعبين جدد يحملون الجواز الفرنسي وهم حارس مرمى سلافيا صوفيا البلغاري رايس وهاب مبولحي وكارل مجاني (اجاكسيو الفرنسي) وحبيب بلعيد (بولون الفرنسي) وجمال مصباح (ليتشي الايطالي) ورياض بودبوز (سوشو الفرنسي) ومهدي لحسن (راسينغ سانتاندر) وعدلان قديورة (وولفرهامبتون الانكليزي) وفؤاد قادير (فالنسيان الفرنسي).‏

وقال يبدة لاعب وسط بورتسموث الانكليزي في معرض رده عن سؤال لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم في كانون الثاني الماضي: «والدي ولدا في الجزائر، اخوتي الكبار والكبيرات أيضا. كنت أذهب الى الجزائر حتى قبل اختياري ضمن صفوف المنتخب وأعود متى أردت. الان، أعود الى هناك مرتين كل ثلاثة أشهر» مشيرا الى ان الجزائر هي تقريبا بيته الثاني علما بانه حظي باحتفال كبير في حي عائلته في مكلة خلال التصفيات.‏

اما بالنسبة الى كارل مجاني الذي استدعي للمرة الاولى الى صفوف المنتخب الجزائري قبل بضعة أسابيع، فاكد انه فوجىء باختياره للدفاع عن الوان الجزائر، كونه لم يسبق له ارتداء قميص المنتخب الجزائري. مسيرته مشابهة تماما لمغني ويبدة حيث لعب فترة طويلة في فرق الناشئين والشباب في فرنسا. في عام 2002، حل وصيفا مع المنتخب الفرنسي في بطولة اوروبا للناشئين (تحت 17 عاما).‏

وقال مجاني عقب استدعائه الى التشكيلة المونديالية: «أمر لا يصدق، اختياري في صفوف المنتخب صادف قراري الذهاب الى الجزائر للاحتفال بعيد ميلادي مع عائلتي واكتشاف وطني»، مضيفا «بين مشواري الاحترافي والوضع الأمني الذي كان سائدا في البلاد في الماضي، لم أكن أعتقد حقا بأنه سيأتي يوم من الايام وأذهب الى الجزائر. ومع ذلك، فقد كنت دائما أعيش في ثقافة جزائرية مع اسرتي. لدي ثقافة مزدوجة، وهذا من حسن حظي بطبيعة الحال».‏

ويقول سعدان الذي كان ضمن الاطار الفني للمنتخب الجزائري في مونديالي 1982 و1986 ان الفضل في انجازات الجزائر في الاونة الاخيرة يعود الى اللاعبين المحترفين في الخارج وتحديدا رئيس الاتحاد الجزائري محمد روارواة.‏

وقال «الفضل يعود الى رئيس الاتحاد الذي كان يعرف بأن لاعبين من الطراز الرفيع لم يتم اللجوء الى خدماتهم بعد ان اغلق باب المنتخب الفرنسي في وجوههم».‏

وقال روارواة «لا أملك عصا سحرية بالتأكيد. لكن هذا المنتخب شكلت لبنته الاولى خلال ولايتي الاولى على رأس الاتحاد الجزائري بين عامي 2001 و2005. ولاحظت بأن كرة القدم في بلادنا لم تعد قادرة على تكوين لاعبين من طينة رابح مادجر والأخضر بلومي و صالح عصاد. لذلك قمت باختيار اللاعبين المحترفين في أوروبا، وبالفعل في عام 2010 مع المدير الفني الحالي رابح سعدان بلغنا الدور ربع النهائي من كأس الامم الافريقية مع كريم زياني وعنتر يحيى».‏

يذكر أن المنتخب الجزائري سيلعب أولى مبارياته في المونديال اليوم أمام منتخب سلوفينيا.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية