تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


العرب وتركيا وإيران

شؤون سياسية
الأحد 13-6-2010م
بقلم: نبيل الملاح

في مقال سابق تحدثت فيه عن العرب والمستقبل، خلصت فيه إلى أن مستقبل العرب مرهون بمدى قدرتهم على إدراك جملة من الحقائق والتعامل معها بوعي عميق .

ومن هذه الحقائق أن عالم اليوم لا يراعي مصالح الكيانات الصغيرة والضعيفة، وهذا ما يحتم على الدول العربية العمل الجاد والسريع للوصول إلى التضامن اللازم والضروري لتأسيس كيان يحمي مصالحها وأراضيها ويصون حقوقها ويساعدها في مواجهة إسرائيل التي لم ولن تستجيب لمبادرات ومساعي السلام الآتية من الشرق والغرب .‏

إن إسرائيل لا تفهم إلا منطق القوة ولن ترضخ لمتطلبات السلام إلا إذا استطاع العرب امتلاك القوة الرادعة لها،هذه القوة التي بها يتحقق السلام وبها نحافظ عليه .‏

وحيث إن الولايات المتحدة الأمريكية تزوّد إسرائيل دائماً وأبداً بأحدث الأسلحة وأكثرها تطوراً وبالدعم المالي والسياسي، في الوقت الذي تمنع فيه وصول هذه الأسلحة إلى الدول العربية وخاصة تلك التي مازالت في حالة مواجهة مع إسرائيل .‏

فإن المقاومة الإسلامية التي أثبتت قدرتها على الصمود وفي ردع العدو الصهيوني، هي الخيار المتاح والمناسب في ظل فشل مفاوضات السلام منذ مؤتمر مدريد وحتى يومنا هذا .‏

إن دعمنا للمقاومة يأتي في إطار سعينا لتحقيق السلام الشامل والعادل، هذا السلام الذي كان ومازال وسيبقى بالنسبة للعرب والمسلمين خياراً إستراتيجياً.‏

وعندما نتحدث عن السلام والمقاومة في صراعنا مع العدو الإسرائيلي، يعني أننا نتحدث عن الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط التي تضم الدول العربية وتركيا وإيران الدولتين المسلمتين الكبريين واللتين تربطهما بالعرب علاقات تاريخية ومصالح مشتركة ورابطة دينية ، هذه الرابطة التي تجعل من الأمة الإسلامية عمقاً إستراتيجياً للأمة العربية..‏

وكلنا نذكر موقف الثورة الإسلامية في إيران الداعم للحق العربي في مواجهة العدو الصهيوني منذ اللحظة الأولى لقيام الثورة وحتى يومنا هذا، وتصاعد هذا الدعم بشكل كبير من خلال ما تقدمه إيران من دعم كامل للمقاومة ساعد على الصمود وتحقيق انتصارات كبيرة من خلال عدم تمكين إسرائيل من تحقيق أهدافها في القضاء على المقاومة .‏

وتبقى سورية الداعم الأكبر للمقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية ، بقيادة الرئيس بشار الأسد الذي كرس نهج القائد الخالد الرئيس حافظ الأسد في دعم المقاومة واحتضانها وعدم التخلي عنها رغم كل الضغوط التي تعرضت لها سورية والإغراءات التي قدمت لها مقابل التخلي عن دعم المقاومة.‏

وكلنا اليوم يسمع ويشاهد الموقف التركي الداعم للحق العربي الذي تعلنه القيادة التركية وفي مقدمها السيد أردوغان هذا القائد الذي استطاع أن يعبر عن موقف بلاده بجرأة ومصداقية لفتت نظر العالم أجمع.‏

وكانت التظاهرات الحاشدة في تركيا الرافضة للجريمة التي ارتكبتها إسرائيل في الهجوم على قافلة الحرية وقتل وإصابة عدد من أعضائها الذين يقومون بمهمة إنسانية هدفها تخفيف المعاناة عن أهل غزة وخرق الحصار الظالم المفروض عليها، تعبيراً حياً صادقاً عن الروابط الأخوية المتينة التي تجمع الشعب التركي مع الشعب العربي .‏

ومن هذا المنطلق يأتي التحالف والتعاون السوري التركي الإيراني خطوة مهمة في الطريق الصحيح في مواجهة الكيان الإسرائيلي الرافض للسلام العادل والشامل، هذا الكيان الذي يحظى بدعم الغرب عموماً والولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص وكبير.‏

هذا التحالف والتعاون اللذان يجب أن تنضم إليهما بقية الدول العربية ليجعل من منطقة الشرق الأوسط كياناً سياسياً واقتصادياً قوياً في عالم ليس فيه مكان لغير الأقوياء .‏

وعند ذلك سيكون الأمل معقوداً لإرغام إسرائيل على الرضوخ لقرارات الشرعية الدولية من خلال إدراك الإدارة الأمريكية والعالم أجمع أن أمن واستقرار المنطقة الذي يبقى مهماً وأساسياً لأمن العالم واستقراره ، لن يتحقق إلا بالسلام العادل والشامل ومراعاة مصالح دول المنطقة .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية