تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تراقص العقول .. في الوسط اللامعقول

فضائيات
الأحد 13-6-2010م
هفاف ميهوب

بيدَ أن قناة (الفراعين) الفضائية, أرادت التميُّز عن سواها من المحطات التي لاهمَّ لها سوى تمجيد الفنانين الصاعدين والهابطين, لتقوم بملاحقتهم والتقاط ما يُدِينهم, وأنَّى عاثوا غناءً أو بدَّدوا آراءً,

وبما يهزُّ أخلاقهم هزَّا وإلى ما شاء لها برنامج (الوسط الفني).‏‏

فهاهو مقدم البرنامج يلاحق الفنانة الشابة (منَّة شلبي) إلى فرنسا لينتقدها بعد أن استفزَّه ما فعلته خلال مشاركتها في (مهرجان كان) حيث (نسيت أنها قادمة من مصر فخلعت حشمتها ولبست المايوه البكِّيني, لتُدلي لإحدى القنوات الفرنسية التي استضافتها بما فيه إهانة لشعبها وبلدها) قال هذا, ومن ثمّ ردَّ لها الطعنة طعنتين, إحداها عرض صورتها وهي بكامل تحرُّرها والأخرى تذكيرها بما كانت تمتهنه (والدتها).‏‏

أيضاً, استنكر مقدم البرنامج قيام (هيفا) بوشم عينٍ على كتفها مثلما قيام (جاد شويري) بوضع هرم, وهو ما لم يستنكره فقط وإنما أفقده أعصابه وجعله يشن هجومه اللاذع على ما يحصل في الوسط الفني من تفاهات واستهتارات دفعته للاستغفار من الله ومن ثمَّ للصراخ: ( أجبروني على الصراخ بس يا ناس مش شايفين إيه اللي بيحصل في الدنيا.. إحنا رايحين فين)..‏‏

أما (نانسي عجرم) التي رفضت الغناء في إحدى الحفلات المقامة في مصر بسبب وجود (بوستر) لمطرب مصري صاعد فلقد كان لها النصيب الأكبر من نقده الجارح, وبما دفعه إلى (الردح) بعد أن رمى الأوراق التي قرأ منها الخبر : (غنت لمصر..على عيني وكتَّر خيرها, بس تهين أي شاب مصري أورِّيها). قال هذا ومن ثمَّ اتَّصل بالمطرب الشاب ليُسمعنا بلسانه, ما قامت به من إساءة, تلك التي سمَّاها (الضيفة اللبنانية).‏‏

من هنا, فمن الواضح أن أسلوب مقدم البرنامج كان من الأساليب التي لم نعتد عليها في أيِّ برنامجٍ من البرامج الناقدة, ولا نعرف إن كان السبب, رغبته بتحقيق السبق في تقديم (شرشحة فنية) أم أن الأمر خارج عن إرادته وعن قدرته على الالتزام بسياسة المحطة, ولاسيما أمام ما يحصل من مهازل على أرضية الفن المتهاوية..‏‏

ببساطة, لقد كان مقدم البرنامج أشبه بالباعة المتجولين الذين يسعون لاستعراض (بضائعهم) الرديئة, مع الفرق أنه استعرض (فضائحهم) الجريئة, حيث كان وإضافة إلى التعليق والنقد والصراخ وتقديم ما اختلسه مصور برنامجه من لقطات, يقوم وبعد كلِّ خبر بالانتقال إلى سواه مما ظهر أو استتر...‏‏

ولا يكتفي مقدم البرنامج بـعرض كل ما يقع عليه بحثه من (سقطات فنية) ليعرض أيضاً كل ما أتيح له من أخبار وخفايا وأحداث فجائية, ومنها على سبيل ماعلَّق عليه: (سقوط أحد الفنانات على المسرح وأمام جمهرة من المشاهدين) (نقص وزن أحد المطربين) (ملاحقة معجب لفنانة ودخوله السجن أو مشفى المجانين) وغيرها من الأخبار التي اعتدنا قراءتها في بعض الصحف الفنية..‏‏

أخيراً.. يستضيف مقدم البرنامج وبعد تقديمه لسلسلة من أهوال الوسط الفني, أحد الفنانين أو الفنانات ممّن يرى بأنهم سلكوا الدرب القويم, ليناقش معهم ما المُفترض أن يقدمه الفن ولاسيما في هذا الوقت الذي يعيش فيه المجتمع جميع أنواع الحروب (الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفنية)..‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية