تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الذكرى المئوية الثانية لولادة الموسيقار الألماني شومان

.. فضاءات ثقافية
الأحد 13-6-2010م
 تردد روبرت شومان كثيراً قبل أن يقرر التوجه إلى مجال الموسيقا، فقد كان عليه الاختيار بينها وبين الأدب. وفي سن صغيرة حصل على أول دروس تعلّم العزف على البيانو ليكتب بعدها قطعاً موسيقية صغيرة.

وبعد أن وصل شومان إلى سن الشباب كان عليه أن يغادر مسقط رأسه مدينة تسفيكاو إلى لايبزغ, ليدرس المحاماة. لكن مجرى حياته تغير من جديد, فدرس التأليف الموسيقي، وأسس مع مدرّسهِ للبيانو فريدريش فييك «مجلة الموسيقا» التي مازالت تصدر حتى اليوم. حينها تعرّف شومان على ابنة فييك « كلارا» وتزوجا عام  1840 رغم كل محاولات الأب لمنع هذا الزواج. ‏

وراء كل عظيم امرأة ‏

عاشت العائلة الشابة أربع سنوات في لايبزغ، ساهم خلالها زواجه من كلارا الموسيقية وعازفة البيانو المشهورة في إبداع قطع موسيقية مميزة مثل: رباعيات وترية, وأول سيمفونياته, وكونشرتو البيانو «امول», والموسيقى الكنسية «الجنة والحورية», و «حب الشاعر»، إضافة إلى معزوفات للأطفال. بعد ذلك حصل شومان على الدكتوراه الفخرية من جامعة يينا/ واتسعت شهرته كموسيقار مرموق. في مدينة لايبزغ التقى شومان بالموسيقار فيليكس ميندلسون – بارثولدي الذي فتح له الباب ليصبح مدرّسا في مدرسة الموسيقا هناك. لم تستطع موسيقا شومان الوقوف أمام الذوق الموسيقي العام في ذلك الوقت، والذي كان متأثرا بموسيقا بيتهوفن وميندلسون –بارثولدي وشوبان. إلا أن الأمل أشرق من جديد في حياة شومان حيث دُعي لتقلد منصب مدير شؤون الموسيقا في مدينة ديسلدورف. ‏

مرحلة صعبة في حياته ‏

كان حماس شومان لمنطقة الراين شديداً مما دفعه إلى كتابة سيمفونية الراين. ولكن هذا الحماس ما لبث أن تلاشى سريعاً، إذ إن عمله كمدير لم يثمر. و ساءت حالته الصحية، وأصيب بنوبات اكتئاب دفعته عام 1854 إلى قذف نفسه في نهر الراين محاولاً الانتحار، إلا انه أُنقذ ليقضي العامين الأخيرين من حياته في مصحة بمدينة بون.‏

وبعد مائتي عام على ولادة هذا الموسيقار يحتفل الكثيرون بميلاده من خلال عزف موسيقاه. فمعهد هاينريش هاينه في دوسلدورف يعرض بعضاً مما ألفّه شومان، إذ تقول السيدة اورسولا  روث أمينة المعهد: «كتب شومان سيمفونية الراين هنا، بالإضافة إلى كونشرتو التشيلو، وكونشرتو الكمان، كما كتب هنا بعضاً من الموسيقى الكنسية. هذا بالتأكيد له قيمة كبيرة،ما يدفعنا إلى الاحتفال به وتقديره». ‏

شهرة محدودة‏

روبرت شومان اسم معروف في عالم الموسيقا الكلاسيكية، إلا أن القليل من مؤلفاته الموسيقية اشتهرت مقارنة بالموسيقيين الألمان الآخرين. إذ يوضح عازف التشيلو «يان فولكر»، أحد المعجبين بموسيقا شومان: «أظن أن علينا  في هذه السنة أن نستغل الفرصة للتعريف به أكثر. لأنه لم يحظ بالشهرة التي يستحقها مقارنة بآخرين أمثال برامس وشتراوس».‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية