تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


معركة ميسلون... وقفة مع التاريخ

دراسات
الأحد 24/7/2005م
محمد كشك

كان اليوم الرابع والعشرون من تموز عام 1920 يوماً مشهوداً في تاريخ النضال العربي السوري,

حيث قاوم وصمد أبناء الشعب العربي السوري وهم يواجهون قوات الاحتلال الفرنسي في معركة غير متكافئة حشد فيها الفرنسيون كل أسلحتهم..فيما كان القائد الشهير البطل يوسف العظمة يعرف أن إمكانيات الجيش الاستعماري وقدراته هائلة مقارنة بالجيش السوري حينها..لكن الوفاء والإخلاص للوطن,وهو ينعم بحريته واستقلاله,كل ذلك قاده إلى قيادة الجيش السوري في عزيمة وإرادة قوية ولم يدع يوسف العظمة للحيرة والاضطراب سبيلاً إلى نفسه,إذ كان في رأيه منذ البدء أن يقاتل السوريون دفاعاً عن الاستقلال الذي بذل العرب في سبيله دمهم بسخاء.وكان القائد الباسل قد دأب منذ تولى وزارة الحربية,على تقوية الجيش العربي وتعزيزه وتجهيزه بالسلاح.وقد برر إصراره على ضرورة القتال رغم الفارق الكبير الذي أشرنا إليه بقوله:إن ذلك واجب لثلاثة أسباب,أو لها أن الشعور الوطني يأبى على المرء أن يسلم بلاده للغزاة دون أن يستنفد في دفع العدوان قواه,وثانيها أن الشعب يلح في طلب الدفاع عن وطنه ويعلن التفافه حول جيشه والسير معه نحو هذا الهدف المقدس,وهذا التأييد الشعبي قوة معنوية لا يستهان بها,وثالث تلك الأسباب أن القتال إذا طال واستطاعت البلاد أن تنال من القوى الغازية بقواها النظامية والشعبية بعض المنال,فإن ذلك يفتح المجال للمقاومة,ويعزز موقف المفاوض السوري فيحرز شروطاً أفضل من تلك التي ستفرض على البلاد في حال احتلالها دون أي مقاومة..هذه كانت منطلقات البطل,وكان يوم ميسلون هو يوم يوسف العظمة,أحد أبطال شعبنا الخالدين في ضميره ووجدانه,إنه النبراس الذي أضاء مشاعل النضال من أجل صون تراب الوطن.وواصلت سورية مسيرة الكفاح على هذا المنوال..وها هي ذكرى ميسلون تمر هذه الأيام وسورية الأسد لم تتخل عن شعبها وأمتها شامخة في مواجهة الافتراءات الصهيونية والأمريكية ومن يدور في فلكهما,والاتهامات البغيضة بالإرهاب والتخريب ومعاداة السلام,ولم تتوان عن كشف المراوغات والمشروعات والادعاءات الصهيونية والأمريكية الخبيثة والمزيفة تجاه عملية السلام.لقد تابعت سورية في -ظل الظروف الدولية والعربية الصعبة- تعزيز قاعدتها الاقتصادية ومسيرة البناء والتقدم والديمقراطية ويعود الفضل في ذلك لتماسك الجبهة الداخلية ولتعاون أطراف الجبهة الوطنية التقدمية بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي وللقيادة الحكيمة والشجاعة للرئيس المناضل بشار الأسد الذي يكن له شعبنا العربي احتراماً وتقديراً عاليين لحكمته وحنكته وصلابته الميدانية والقومية ولأدائه المتميز في تسيير دفة السياسة العربية السورية في عالم مضطرب بحزم ونفاذ بصيرة.‏

المجد والخلود لأبطالنا وشهدائنا الذين خلَّفوا لنا إرثاً نضالياً تهتدي بهديه الأجيال على طريق التحرير والعزة والكرامة.‏

كاتب سوداني‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية