تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المواجهة الثقافية

رؤية
الأحد 24/7/2005م
محمد قاسم الخليل

في فترة ليست بعيدة زمنيا كان العمل نشطا لمواجهة الغزو الثقافي ,

وتحت هذا العنوان عقدت ندوات ومؤتمرات على المستويات المحلية والعربية , مع أن أخطار ذلك الغزو لم تكن كبيرة نظرا لمحدودية الجهة المستهدفة ومحدودية الوسائل المستخدمة فيها , فالطبقة المثقفة كانت الهدف , وتمثلت وسائل الغزو بالكتب والصحف والسينما .‏

وإذا نظرنا إلى الواقع العربي الراهن سنجد أن الغزو أخذ أبعادا واسعة , سواء من حيث وسائل الغزو أو القطاعات المستهدفة , فها نحن أمام كم هائل من وسائل الغزو وفي مقدمتها الفضائيات والانترنت التي تبث برامج ومواد متعددة مليئة بالسموم الفكرية الموجهة للجميع .‏

وتزيد الظروف الراهنة العامة التي يمر بها العرب من صعوبة المواجهة, وبالتالي أصبحنا أمام أولويات حرجة , فالغزو الثقافي يستفحل في وقت تتوجه فيه أنظارنا إلى الغزو العسكري والقتل المنهجي المنظم , والضغوط السياسية على الأقطار العربية , والهيمنة الإعلامية والحصار التقني والانفراد ببرمجة وسائل الاتصال , وزاد في الطنبور نغما اختلاط الأوراق بسبب عمليات إرهابية في أوروبا.‏

ويزيد الحالة سوءاً الظروف المعيشية التي تدفع قطاعا واسعا من الشعب العربي للبحث عن تأمين متطلبات الحياة اليومية قبل التفكير في المواجهة .‏

و يمكن القول أن المواجهة الثقافية والفكرية احتدمت الآن , فالغزو أصبح بين ظهرانينا , و انتقلنا من مرحلة مواجهة الغزو الثقافي المتوقع إلى مرحلة مواجهة الغزو الحاصل .‏

ومع كل ما جرى ويجري قد يسأل سائل : هل نستسلم أو نيأس ? والجواب لا, لأن الاستسلام واليأس أحد الأهداف الرئيسية للغزو , وقد تبدو مواجهة الغزو الثقافي صعبة , لكنها ممكنة إذا وجدت همم عالية من المثقفين ومن الهيئات العربية المعنية بالشأن الثقافي والفكري .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية