تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ضمير الغائب

الصفحة الأخيرة
الأحد 24/7/2005م
رويدة عفوف

القوانين الإصلاحية وتعديلاتها, التي تعتبر المادة الأساسية في تطوير المجتمع, وتحسين الوضع المعيشي للمواطن,

تعاني أزمة حقيقية في عدم تطبيقها, وإجهاضها قبل أن ترى النور, وذلك بعدم الالتزام بمضامينها, والتحايل عليها أحياناً...‏

ولكن... لماذا تبقى قاصرة وعاجزة مهما أبدع في حبكها وتدارك ثغراتها ?.‏

يبدو أن السبب في الضمير الغائب, فالقوانين نصوص جامدة, والقائمون على تنفيذها هم الروح الحقيقية لها, فإذا غاب الضمير. الذي يحكم تعاملاتنا اليومية, وضعنا كل القوانين على الرف, وتصعب الحالة عندما يتمادى ضمير الغائب, بأن يلقي اللوم على الآخرين, ويكيل لهم التهم الجاهزة التي ظاهرها خير للوطن والحرص على ثرواته, وباطنها الانتقام والتجني على أصحاب الضمائر الحية.‏

فتطبيق القانون يعطي خيراً عاماً يتعارض مع مصلحة مجموعة من الأفراد, ذوي السطوة والضمائر المستترة, الذين لا يتوانون عن إلقاء التهم على الآخرين ويدفعون أصحاب الضمائر الحية للدفاع عن أنفسهم عند إثارة أي موضوع أو تحريك ملف إلى الواجهة, فهم بما يملكون من قدرة على قلب الحقائق يحاولون إشغال الآخرين بأنفسهم قبل الوصول إلى مكامن الخطأ.‏

الحقيقة أن مشكلتنا ليست في القوانين وتعديلاتها فقط, بل في الضمير المستتر والغائب إلى حد التلاشي عند بعض القائمين على تطبيق القانون وحيثياته. فهل نأمل بصحوة ضميرهم وعودته من غيابه الدائم?.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية