|
لندن وبين التفجيرات التي وقعت قبلها باسبوعين و أوقعت 56 قتيلاً هي الغياب النسبي لرئيس الحكومة البريطانية طوني بلير عن انتقادات الرأي العام البريطاني. وبعد حضوره المؤتمر الصحفي الذي عقده مع رئيس الوزراء الأسترالي الزائر جون هوارد في لندن, عاد طوني بلير واختفى من أمام الكاميرات قائلاً إنه عاد لمتابعة جدول أعماله العادي. وفي حين أن ذلك قد يعتبر محاولة للتقليل من الفوضى والمحافظة على الهدوء العام, فإنه يأتي متناقضاً مع الأحداث التي شهدها يوم 7 تموز, حيث أنه لم يؤد إلى التقليل من سيل التصاريح العلنية والمؤتمرات الصحفية. وبالطبع لم يكن ذلك الفارق الوحيد. فمحاولات الخميس الماضي - التي وقعت على نظام النقل العام البريطاني أيضاً مثل تفجيرات 7 تموز- كانت فاشلة بشكل كبير, حيث أن العبوات لم تنفجر ولم يصب سوى شخص بجروح بسيطة. غير أن بلير قد يكون حاول تحاشي الظهور العلني من أجل سبب مختلف كلياً. فبعد تمتعه بفترة قصيرة من التصفيق السياسي والشعبي بسبب موقفه الصلب والحازم الذي ظهر عليه مباشرة بعد اعتداءات لندن الاولى , يواجه بلير اليوم اتهامات متزايدة حول أن الدور الذي لعبته بريطانيا في الحرب على العراق زاد من نسبة خطر وقوع هجمات مماثلة, وأنه كمروج لهذه السياسة, عليه أن يتحمل جزءاً من اللوم. وفي الوقت الذي لف فيه الغموض المدينة, نفى بلير من مبنى الحكومة البريطانية في أن تكون التفجيرات مرتبطة بالحرب على العراق , كما نفى أي مسؤولية قائلاً إن الأشخاص المسؤولين عن هذه الأعمال هم الأشخاص الذين يقومون بها . وقال بلير ما يريدوننا أن نقوم به هو الالتفات إلى الوراء والتذمر قائلين أنها بسببنا. إن الأشخاص المسؤولين عن هذه الهجمات الإرهابية هم الإرهابيون أنفسهم, وهذا المزيج من الأيديولوجية الشيطانية المفلسة القائمة على تحريف الإسلام ومزجه بالإرهاب . ودعم رئيس الحكومة الأسترالية جون هوارد موقف بلير قائلاً أن أستراليا لن تسمح للإرهاب بتحديد سياستها الخارجية.وقال هوارد هل يمكنني تذكيركم أن قتل 88 أسترالياً في (جزيرة) بالي الإندونيسية وقع قبل عملية العراق, وهل يمكنني أن أذكركم أن اعتداءات أيلول وقعت قبل عملية العراق, وهل يمكنني تذكيركم أن المرة الأولى التي أشار فيها (أسامة) بن لادن إلى أستراليا تحديداً كانت عند تدخل أستراليا في تحرير شعب تيمور الشرقية. |
|