تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دول بريكس.. دورها وتأثيرها

شؤون سياسية
الأحد 28-4-2013
 هيثم عدرة

المعطيات الدولية التي ظهرت تؤكد أن أحادية القطب الواحد لم يعد لها وجود بشكل فعلي وخصوصا انه توجد دول عديدة صاعدة تتمتع بقدرات اقتصادية وسياسية تشكل بمجموعها قوة اقتصادية عالمية لايستهان بها وخصوصا أنها تتمتع بانسجام وقدرة على الحركة بما يوازي نصف مقدرات العالم .

إن مجموعة دول بريكس اهتمت بالقضايا السياسية والاقتصادية الدولية ورسمت معالم خارطة سياسية عالمية بعيدا عن الأحادية القطبية , بمعنى آخر القضايا التي طرحتها لها طابع تشاركي مبنية على التحليل الموضوعي من وجهة نظر دول بريكس .‏

إن تأسيس بنك بريكس هو لمواجهة المشكلات التي تخص دول بريكس بمجملها أو كل بلد على حده وللدول النامية أيضا وهو يشكل حالة واضحة أمام البنك الدولي والذي له شروطه وفق إرادة الولايات المتحدة , نعود للموضوع الأساسي وهو أن النمو الاقتصادي وحماية البيئة ومواجهة التحديات الكبرى هو هدف بريكس في المرحلة القادمة , إضافة إلى البحث عن طرق جديدة تضمن المشاركة وخلق المساواة عبر استخدام العلم والتكنولوجيا لرفاهية شعوب بريكس .‏

الأمر الآخر والذي كان واضحا هو أن دول بريكس سهلت فيما بينها التعاون المالي والتنمية والاستثمار , وهذا مايمكن دول المجموعة من مواجهة الاضطرابات , وهذا بالطبع يفسح المجال واسعا لتطوير البنى التحتية لدول بريكس , والبنك المنوي إقامته هو الشكل لتقديم التمويل بهذا الإطار .‏

الواقع الدولي وما يحمله من قضايا كثيرة على الصعيد الاقتصادي والسياسي يجعل المسؤولية كبيرة على هذا التجمع من خلال رأيهم وموقفهم حيال الأزمات العالمية ومشاركتها في مواجهة الإرهاب الذي اخذ مناحي مختلفة ومتنوعة تهدد العالم برمته , وهذا يؤكد على أن هذه الدول سيكون لها دورها الفاعل على الصعيد الدولي وخصوصا أنها تتشكل من دول قوية حققت تنمية واضحة وبشكل متسارع وخصوصا أنها لم تتأثر بالأزمة الاقتصادية العالمية بل على العكس هي جاهزة لمعالجة الأزمات العالمية عبر صيغ تأخذ شكل التعاون والتنسيق وهي قادرة , فطبيعة هذا التجمع الذي يتألف من روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب إفريقيا يعطي مؤشرات على القوة من خلال قدراتهم في مجال التنمية والتكامل والتصنيع , وخصوصا أنهم منفتحون على جميع شعوب العالم ولهم علاقة بكل مايجري في العالم , وهذا بالطبع يشكل حالة من التوازن العالمي في شتى المجالات , فهي بالمجمل كما قلنا تشكل جزءا كبيرا من سكان العالم وهي قوية بما يجعلها فاعلة على الساحة الدولية , وبالطبع كل ماذكرناه يشكل حالة واضحة قوامها انه لن يكون العالم من الآن فصاعدا رهين مزاجية القطب الواحد .‏

المراقب لقمة بريكس وبيانها الختامي والذي تضمن بحدود خمسين بندا عالجت قضايا كثيرة منها مايتعلق بالأنظمة المالية بين هذه الدول , إضافة إلى عمل منظمة الأمم المتحدة ودورها , إضافة إلى أن البيان تضمن عبارات صريحة واضحة فيما يخص مايجري في سورية وعدم عسكرة الواقع الذي تدفع به الولايات المتحدة وحلفاؤها باتجاهه , وأكدت دول بريكس على أن وثيقة جنيف هي الأساس في المعالجة , إضافة إلى قرارات فيما يخص إفريقيا, كذلك أشارت إلى مشاريع متعددة بين دول بريكس .‏

لابد من القول وبما تضمنه البيان الختامي من طرح ومعالجة قضايا كثيرة يشكل حالة ستتصاعد وتتسارع في المستقبل عبر المشاركة الفعلية بكل مايجري في العالم , ويبدوان طرح موضوع المنظمة الدولية له أبعاده من خلال تفعيلها وعدم تسييس قراراتها بما يتناسب واستراتيجيات الولايات المتحدة وحلفائها , وهذا بالطبع يستدعي مستقبلا إعادة النظر بنظامها الداخلي ودورها في معالجة المشاكل العالمية .‏

العديد من المراقبين يرون أن مجموعة بريكس هي الرد العملي على سياسة القطب الواحد التي انتهجتها الولايات المتحدة على مدى سنوات طويلة من خلال تسخير المنظمات العالمية لمعاقبة جميع الأنظمة التي تخالفها أو تقف في وجه مصالحها واستراتيجياتها , ومن هنا تأتي أهمية دول بريكس ودورها كونها الرد العملي والواضح في وجه العربدة الأمريكية على الصعيد العالمي ودورها في الاستقرار والسلم الدولي .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية