|
شؤون سياسية التي راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى، كانت ما يسمّى ( جبهة النصرة) تعلن مسؤوليتها عن تنفيذ هذه التفجيرات ، وهي تظهر تدريجيّاً في ساحة (الجهاد) ضدّ الدولة السورية والشعب السوري ، إلى أن ازداد نفوذها المسلّح باستقطابها آلاف المرتزقة من دول عربية وأجنبية، الذين راحوا يقاتلون إلى جانب العصابات المسلّحة ممّن يسمون (الجيش الحرّ) الذي تبيّن أنّ معظم أفراده ينتمون إلى جبهة النصرة ، تحت راية دينية (تكفيريّة ) متزمّتة ، خرجت من المعادلة الوطنيّة المعارضة التي كانت تدّعي المطالبة بــ( الإصلاح والحرية والديمقراطيّة). وكانت الدولة السورية قد تنبّهت ونبّهت منذ بدء الأحداث ، إلى هذا التنظيم الإرهابي / التكفيري المرتبط بتنظيم القاعدة المعروف بتوجّهاته الإرهابيّة التي تتنافى مع القيم الدينيّة والإنسانيّة . وكانت الحكومة السورية تخاطب المنظّمات الدولية لإعلامها بذلك ، ولكنّ دخان التفجيرات الإرهابيّة كان يحجب بصر وبصيرة أولئك العملاء والمتآمرين على سورية ، عن حقيقة ما يجري على يد هذه المنظّمة الإرهابيّة ، لا بل كانوا يحمّلون ( النظام في سورية) مسؤوليّة ما يجري ، إلى تكشّفت الحقائق الدامغة أمام الجميع ، بما لا يقبل الشكّ أو التأويل . فهذا هو زعيم تنظيم القاعدة ( أيمن الظواهري ) يعلن على الملأ في 7/4 / 2013 ، الدعوة إلى الجهاد في سورية لإقامة الدولة الإسلاميّة ؛ وها هو المدعو ( أبو بكر البغدادي ) زعيم جبهة النصرة في العراق وسورية ، يعلن أنّ الجهاد من أجل إقامة الخلافة الإسلاميّة في العراق وبلاد الشام . وها هي جبهة النصرة التي تقاتل في سورية ، تعلن هويتها وولاءها لتنظيم القاعدة . فأية ثورة مزعومة يدعون إليها من أجل الحرية والديمقراطيّة التي تقوم على القتل والذبح ، والتكفير والقضاء على الآخر ، بهدف القضاء على الدولة المدنية / الحضارية في سورية ، وإقامة خلافة عصبيّة ، تكفيرية ، تتجاهل الواقع الاجتماعي والإنساني والحضاري ، وتعيد حياة الناس إلى ما قبل الجاهليّة ، إلى عصور الجهل والتخلّف والانحطاط؟! فالولايات المتحدة الأمريكيّة ، أعلنت في مطلع العام الحالي أنّ جبهة النصرة منظّمة إرهابية ؛ واعترف مسؤولون من دول أوروبية ، أنّ مقاتلين مرتزقة يخرجون من دولهم للانضمام إلى جبهة النصرة التي تقاتل في سورية، وآخرهم ألمانيا وبلجيكا ، ويخشون من امتداد الأعمال الإرهابيّة إلى بلدانهم ، إضافة إلى أستراليا التي أعرب وزير خارجيتها في 12/ 4/ 2013 ، عن قلقه لوجود مقاتلين من بلاده في جبهة النصرة . مع أنّ معظم هذه البلدان (طبعاً إلى جانب العربان) تمدّ هذه المنظّمة الإرهابيّة بالمال والسلاح ، ولاسيّما فرنسا وبريطانيا ، كما صرّحت / آلي ماتشن / الضابطة السابقة في المخابرات البريطانية ، بأّن بريطانيا وفرنسا تمدّان المجموعات الإرهابية في سورية بالمال والسلاح .إضافة إلى الأموال التي تقدّمها واشنطن وآخرها( 110 ) مليون دولار للعصابات المسلّحّة في سوريّة . وآخر التأكيدات عن هوية جبهة النصرة ، وأمّها القاعدة ، وقد لا تكون الأخيرة ، ما أكّدته مجموعة من الضالين الذين اعترفوا علانية على شاشة التلفاز العربي السوري مساء يومي الأحد والاثنين ( 14و15 ) من نيسان الحالي ، بانتمائهم إلى تنظيم جبهة النصرة التي تضمّ مجاهدين مرتزقة من أقطار عربية وأجنبيّة ، وخصوصاً من ليبيا وتونس والأردن والسعودية ومصر ، وأفغانستان وباكستان . واعترفوا بالأعمال الإرهابيّة / الإجراميّة التي ارتكبوها بحق وطنهم وأهلهم ، وأنّهم كانوا يجتمعون بالإخوان المسلمين في الأردن ، وبعناصر المخابرات الأمريكيّة والقطرية والسعوديّة ، في مقرّ المخابرات الأردنيّة ، برعاية الأمير السعودي / سلمان بن سلطان . كما اعترفوا بالدعم الذي كانوا يتلقّونه من الخارج ، ولا سيّما من قطر والسعوديّة وتركيا . وهذا ما يثبت بالدليل القاطع تورّط هذه الدول بالمؤامرة على سورية . ضبّاط برتب عالية خانوا شرفهم العسكري ، وفرّوا من الواجب الوطني، ونسوا الوطن الذي ربّاهم ودرّبهم ، وقبلوا أن يعملوا تحت أمرة ( قصّاب ) قائد مجوعة إرهابيّة ؛ أطباء ومحامون خانوا شرف المهنة والإنسانية ، والتحقوا بالعصابات الإرهابية المسلّحة ، تحت إمرة ( مهرّب أو صاحب سوابق ) ، ومُفتون ( مُفتِنون ) يفتون بقتل الأبرياء وذبحهم ، وبسبي النساء الطاهرات واغتصابهنّ؛ وشباب يبحثون عن عمل وظّفوا لصنع المتفجّرات ومدافع الهاون وقذائفها، لتدمير مؤسّسات الوطن وقتل المواطنين .كلّ ذلك من أجل إقامة الخلافة المزعومة ، حتى وإن دمّرت سورية سيعاد بناؤها من جديد . لقد اعترف هؤلاء العملاء المأجورون ، أنّهم خسروا أنفسهم وباعوا ضمائرهم وشرفهم الوطني ، لقاء صفقات الدولارات التي وعدوا بها ، ولم يأخذوا منها إلاّ حفنات قليلة ، كانوا يتقاتلون من أجلها إلى أن وجدوا أنفسهم في مستنقع الخيانة والإجرام ، لا يستطيعون التخلّص منه إلاّ بنهاية مصيرها الموت ، بأمر من المسمّى ( الأمير ) ، بناء على مبدأ : « من خالفنا فهو ضدّنا ويستحقّ الموت «. وتوصّلوا إلى نتيجة عامة مفادها : أنّ ما يسمّى « الجيش الحرّ « كلّه عصابات للقتل والسرقة ، والخطف والسلب ، تحت شعارات مضلّلة وكاذبة تدعمها قنوات إعلام عربية وأجنبيّة ، تفبرك وتنتج ما يخدم المؤامرة. هذه هي مبادئهم ؛ هذه هي حرّيتهم ؛ هذه هي ديمقراطيتهم ؛ هذه هي ثورتهم الإرهابية المجرمة بحق الله والدين ، والوطن والشعب . وبعد ذلك كلّه يبدون الأسف والندم ، ويذرفون دموع التماسيح على ما غرّر بهم لتدمير وطنهم بأيديهم. ولكن هيهات أن ينفع الندم « فلات ساعة مندم » ، لأنّ القضاء العادل سينال منهم بالقصاص الذي يستحقّونه ، كخونة وعملاء وإرهابيين مجرمين . ألا تكفي هذه الوقائع والحقائق ، لأن يكفّ رعاة الإرهاب من العربان وأسيادهم ، عن تضليل دورهم وإنكار مواقفهم، في دعم الإرهاب تمويلاً وسلاحاً ، وأن يسلّموا بأنّ من يقاتل في سورية باسم الجهاد ، هم عصابات إرهابية مرتزقة ؟ أم سيستمرون في الإنكار ويثبتون أنّهم شركاء في الإرهاب على سورية ، وتشجيع التمادي في سفك الدم السوري وتخريب سورية ؟ ! فهل من شكّ في أنّ سورية ، دولة وشعباً ، تخوض معركة حاسمة مع مجموعات من الإرهاب العالمي قدّمت من كلّ حدب وصوب ، ضمن مؤامرة تكشّفت أبعادها السياسيّة والأخلاقيّة ، للنيل من صمود سورية وموقعها التاريخي والحضاري .ولكنّ هذا الإرهاب مهما تعدّدت مصادره ، ومهما تنوّعت أشكاله وأدواته ، سيسحق بفضل تضحيات الجيش العربي السوري الباسل ، والشعب الأبي الصامد ، وستقطع جذور الإرهاب وتجتثّ ليس في سورية فحسب ، بل في المنطقة بكاملها ، وإلى الأبد . وستكون سورية ، كما كانت عبر تاريخها الطويل ، وطن الحرية والكرامة والعدالة الإنسانيّة ؛ دولة مدنية ديمقراطيّة لا مكان فيها للتمييز والتعصّب ، والحقد والكراهيّة، بل التآلف والتآخي ، والوحدة الوطنيّة التي تجمع أبناء الوطن / الوطنيين تحت راية العزة والكرامة التي تتوّج رؤوسهم ، ولا مكان فيه للعملاء والمأجورين . |
|