|
البقعة الساخنة المتابع لتعاطيهم مع هذا الشأن يلاحظ أنهم دائماً يعملون وفق استراتيجيات مدروسة ومعدّة من سنوات ولم تأت بين ليلة وضحاها، تارة يخرجون أوراقاً لم تكن مطروحة أبداً، وتارة أخرى وحسب المتغيرات على الأرض يعمدون إلى تصعيد خطير يصب فيما يسمونه (خانة الضغط) على سورية ، وهم يريدون من إطلاق هذه المصطلحات المخادعة أن يوحوا للعالم أنهم ليسوا موجودين على الأرض، وأن أدوات قتلهم وفتكهم بعيدة كل البعد عمّا يجري هنا. منذ أيام وآلة الضخ الإعلامي الغربي وأدوات العهر الإعلامي العربي تدعمهم في ذلك، تعمل على الترويج لنغمة الاستخدام الكيماوي واستناداً على تقارير وردت من إسرائيل ، كما تعترف الولايات المتحدة الأميركية، والغريب في الأمر أن هذا الفحيح المسموم هو ذاته الذي أطلق قبل غزو العراق وتدميره ، ثم الاعتراف فيما بعد أن الأمر كان غير ذلك ،وأن الأدلة التي قدمت لصانع القرار الأميركي لم تكن حقيقية، وأن الاستخبارات التي عملت على ذلك لم تكن واقعية... واليوم الحالة نفسها تتكرر ولكن هذه المرة بإصرار وبإلحاح والأدوات لم تتبدل، ولم تتغير أبداً ، لكن عاملاً مشبوهاً أرادته الولايات المتحدة أن يكون موجوداً ألا وهو تزويد المجموعات الإرهابية بسلاح كيماوي ودفعهم لاستخدامه ، ومن ثم اتهام الجيش العربي السوري بذلك ، وعلى أرض الواقع فعلوا ذلك في خان العسل، وحين أتت ساعة الحسم عادوا إلى استخدام هذا العامل المشبوه وبنغمة تزداد يوماً تلو الآخر كلما كان انتصار الشعب العربي السوري أكثر وضوحاً ومضاء، وقدرة على كسر آخر أدوات المؤامرة. أمام هذا الواقع اللاأخلاقي وتجلياته العدوانية . يحق لأي متابع أن يسأل أدعياء قيادة العالم الحرّ : أين حق تقرير المصير الذي كان ذات يوم شعاراً انطلق من الأمم المتحدة.. وأين أنتم من حقوق الإنسان في أي مكان من بقاع الأرض.. وكيف لكم أن تسرقوا مقدرات الشعوب وعن طريق لصوص وإرهابيين ذات يوم سيرتدون إلى مدنكم ومنشآتكم ومصالحكم ، وستذوقون مرارة الزؤان الذي زرعتموه ..؟! ومن ثم أين مكافحة الإرهاب وأنتم من يرفع هذا الشعار، وهو حمّال أوجه ويحمل في خباياه آلاف التفاصيل التي تبعد كل البعد عن مكافحة الإرهاب، وتجعله مطية لتحقيق أهداف أخرى ووسيلة للتدخل في شؤون الدول الأخرى ، ومن ثم أليس من حق العالم كلّه أن يسأل : كيف لبريطانيا التي كانت أول دولة في العالم تستخدم السلاح الكيماوي ومنذ مطلع القرن العشرين وفي العراق ، والولايات المتحدة التي جربت قنابلها النووية بالشعب الياباني وماذا عن الملايين التي قتلت باسم الحرية والديمقراطية .. كيف لمن يرتكب هذه الجرائم أن يدعي أنه حامي الحمى... أما حان للعالم أن يرفع الغطاء عن دموع التماسيح ويعلن أنه لن يقف متفرجاً على الطغيان باسم الحرية.. . أما حان أن نصرخ لاتنه عن خلق وتأتي مثله... عار عليك إذا فعلت عظيم ... |
|