تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التاريخ المحلي مشروع تواصل وتعلم

شباب
الأحد 28-4-2013
لمى يوسف

تستمد لغة التواصل بين الحضارات قوتها من الإغراق في المحلية لبيئة خصبة بالمفردات التاريخية.. ولأن شباب اللاذقية يستمدون قوتهم من واقع حاضر بين ثنايا أحياء مدينتهم.. فهم اليوم ينسجون معرفتهم بالالتصاق مع تاريخهم المحلي من خلال مشروع «التاريخ المحلي»

الذي يتشارك مع مشاريع أخرى ضمن مشروع التواصل وتبادل المشاريع- دمج التكنولوجيا بالتعليم والتعلم بواسطة المشاريع المنتمي لبرامج الهيئة الدولية للتربية والمصادر في سورية..‏

عن هذه المشاريع وصياغتها كان للثورة وقفة عند أهدافها وخطواتها في هذه المدينة..‏

مهارات‏

قالت منسقة برامج الهيئة الدولية للتربية والمصادر في سورية السيدة سماح الجندي: يعتبر مشروع التواصل وتبادل المشاريع- دمج التكنولوجيا بالتعليم والتعلم بواسطة المشاريع- مبادرة تعليمية تعلمية ترعاها الهيئة الدولية للتربية والتواصل والفهم المتبادل بين المدارس والمربين والشباب من خلال التعلم بواسطة المشاريع التعليمية الموجودة على الشبكة الالكترونية.. فقد بدأ المشروع في أيلول 2012 ويستمر لغاية أب 2014 يحتوي ورش عمل للتطوير المهني للمعلمين والعاملين مع الشباب المهتمين بتحسين طرق عملهم فيعمل المنسقون مع المدارس المشاركة والأندية الشبابية لتنسيق التدريب الذي يلبي حاجاتهم إضافة إلى الدعم والتعاون الذي يحظى به المشارك سواء كان معلماً أو متعلماً أو عاملاً مع الشباب من خلال العاملين معه على المشروع المختار.. ويتم العمل على معظم المشاريع باللغة الانكليزية والعربية ولغات أخرى وفق رغبة منسق وميسر المشروع..‏

وأضافت: يهدف المشروع إلى رفع مستوى التفاهم المتبادل على المستوى الفردي والمؤسساتي بين الطلاب والمربين للدول المشاركة.. وتعزيز وتوسيع الأدوات والمصادر التعليمية التي يمكن أن تستخدم لجذب الطلاب في الأماكن الفقيرة الموارد ليمكنوا من تطوير المهارات القيادية بينما يستكشفون وبالتعاون مع أقرانهم من البلدان المشاركة القضايا المحلية والاقليمية والعالمية.. كما تدريب المربين في الدول المشاركة على المهارات التي تمكنهم من أن يزودوا الطلبة بمهارات التواصل الحديثة ومهارات سوق العمل التي تزيد من فرص توظيفهم ومساهمتهم الايجابية لبناء مجتمعهم..‏

مبينة أن المشروع يستمر لمدة سنتين وفق جدول زمني محدد بأربع مراحل، تتضمن المرحلة الأولى نشر الفكرة للدراسة والموافقة على المشاركة وترشيح المربين ليتم اختيار 15 مربياً من كل بلد وتشكيل فريق العمل وذلك عن طريق تعبئة استمارة المشاركة والمقابلة الفردية.. ويعقد في المرحلة الثانية ورشتان لتدريب المربين المشاركين على البرنامج ومفهوم التعليم بواسطة المشاريع. بينما المرحلة الثالثة فتفسح المجال لدورات الالكترونية تستمر ستة أسابيع للتدريب على كيفية التعليم بواسطة المشاريع.. المرحلة الرابعة مؤتمر الهيئة الدولية للتربية والمصادر يتم فيه عرض نتائج المشروع في ورشة العمل الرئيسية..‏

معرفة وجسر‏

وبينت منسقة البرامج باللاذقية السيدة ملك صالح أهداف المشروع وأهمية الانعتاق من التلقين والانطلاق نحو التعلم المعرفي قائلة: للمشروع أهداف عدة منها البعيد ويستند على بناء الجسر الحقيقي بين الطالب والمدينة كمعرفة وليستكمل خطواته بتقديم المعلومة في مؤتمر واسع يشارك به 130 دولة لإعلاء اسم سورية مع الدول التي تستخدم الشبكة.. بينما الغاية المباشرة من المشروع فهي إظهار الواقع الذي يعيشه الشعب السوري بصورته الحقيقية وإيضاح أن ما يحصل في سورية ليس حرباً أهلية كما يزعم البعض...‏

منوهة إلى أهمية تعزيز لغة المشاركين بطريقة الحصول على المعلومة التي لا تعتمد التلقين.. ففي نهاية كل زيارة لموقع محدد تكلف طالبة بتقديم تقرير متكامل من خلال ما شاهدته من مفردات أثرية تاريخية باللغة الانكليزية لينشر على النت في الموقع المخصص للتواصل مع كل المجموعات في كل أنحاء العالم وتشجيع المشاركين على زيارة سورية..‏

متابعة: سعينا لزيارة المواقع الأثرية المتواجدة في المدينة ككنيسة المارتقلا والمتحف الوطني وغيرها ليتعلم الطالب من خلال تماسه مع أرض الواقع.. فبعد حصولهم على المعلومة من النت يربطها بما يشاهده من معرفة فتترسخ في ذهنه ويتمكن من ايصال كل ما التقطه بأسلوب أكثر فاعلية للتواصل مع الأخرين في المجموعات المشاركة..‏

تاريخ محلي‏

لفت الشباب إلى أهمية ما نمتلكه من مفردات أثرية تعطي صورة خصبة لتاريخ اللاذقية لذلك رأت الشابة هبة خيربك المشرفة على مشروع «التاريخ المحلي» أهمية استقطاب مهارات الشباب المنتمية للفئة العمرية 15- 18 سنة والاستعانة بها ضمن بيئتهم بطريقة مختلفة حيث يتم تدريبهم على آلية الاستفادة من المعلومات المطروحة في الحياة العملية.. من خلال ورش متعددة لاطلاق مشروع ينتمي إلى بيئة اللاذقية فتم احتضان مشروع «التاريخ المحلي للاذقية» -الذي كنا سابقا وزملائي نحبو به بخطواته- حيث اختير عدداً من طالبات مدارس المدينة بناء على رغبتهن بالعمل وايجادتهن للغة الانكليزية للتعريف عن طريق شبكة الهيئة بتاريخ مدينة ذات حضارة وتاريخ يغرز جذوره في العمق، إضافة إلى حثهن لتغيير سلوكية التعليم المتبعة في المدارس والانتقال إلى الواقع التطبيقي العملي بدلاً من النظري ما يفسح المجال لإمكانية توثيق التاريخ المحلي بدقة أكبر ومتعة أكثر..‏

نضج ومتعة‏

في الطرف الآخر طالبات المدارس العامة باللاذقية اللواتي أكدن على أن مشاركتهن تجربة جديدة أعطتهن نضجاً لأفكارهن، وتنسج خطوات المعرفة في التعلم وتشبيكه مع المتعة ثم طرح ما لدى مدينتهن من حضارة بلغة يفهمها الغالبية لبناء جسر تواصل لحوار حضاري واضح دون ضبابية..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية