|
الكنز ويستغرب المرء مايشاهده يومياً على أرض الواقع أو مايسمعه من الموظفين أنفسهم عن ملل وعدم وجود أي عمل لهم حتى في بعض الهيئات الرسمية التي يفترض أنها تقوم بدور مضاعف خلال الأزمة ،بينما هناك عمال وموظفون يتفانون في العمل ولم يغيبوا لحظة واحدة عنه خصوصا في قطاع الخدمات العامة كالصحة والتعليم والتربية والكهرباء والهاتف والمياه والنظافة وغير ذلك . والمضحك فعلا أن بعض الادارات تشدد على الدوام فقط ولا تكلف نفسها عناء وضع خطط عمل أو متابعة ميدانية لما يتم إنجازه من خدمات عامة المجتمع بأمس الحاجة لها ، بينما إدارات أخرى تغط في نوم عميق ولا تكترث بما حولها ولا بالقرارات التي تصدر من جهات أعلى ولا تزال بيروقراطيتها المعهودة على حالها دون اكتراث بأوقات المراجعين وحاجاتهم الماسة لمتابعة أضابيرهم ومعاملاتهم المنسية على الرفوف منذ سنوات. ونعتقد أن عمل الموظف الحكومي مع وجود تقنيات حديثة صار يتطلب جهداً ونشاطاً نوعيا أكثر من أي وقت مضى وخصوصاً في مجال المعلوماتية والأتمتة والأرشفة الالكترونية التي نحن بأمس الحاجة لها بعدما أثبتت الأحداث أهميتها لحفظ حقوق المواطنين وحقوق الدولة بآن واحد سواء في الأمور المالية كالضرائب والرسوم والمصارف والتأمين أو العينية كالمصالح العقارية والآليات ووسائط النقل والشحن وغيرها . كذلك فإن الوقت مناسب لعمليات التدريب والتأهيل للكوادر الادارية والفنية والإنتاجية ولجميع المستويات ،إضافة للقيام بتحديث المعلومات والإحصاءات وإجراء دراسات وأبحاث علمية تخصصية على ضوء المتغيرات خلال السنتين الماضيتين وصولا إلى وضع خطط ورؤية متكاملة لمابعد الأزمة حيث ستتحول سورية الغد إلى ورشة عمل وتكون النموذج الأمثل في المنطقة والعالم وهناك مايؤهلها لذلك سواء بالنظر إلى إمكانياتها الكبيرة أو لموقعها المنتظر في النظام العالمي الجديد . |
|