|
الثورة - خاص وأوضح الوفد في مداخلته أنه تنفيذاً للمخطط العدواني الذي يستهدف شغل مقعد سورية في المحافل الأممية، وفي إطار الحملة المعادية التي تستهدف صمود سورية لتجميد عضويتها في منظمنة اليونسكو وعزل نشاطها في منظومة الأمم المتحدة
قامت تركيا خلال انعقاد أعمال الدورة 191 للمجلس التنفيذي لليونسكو وبدعم مباشر من الولايات المتحدة الأميركية وكندا بمحاولة تمرير مؤامرة ضد سورية وإدانتها لتجميد عضويتها في اليونسكو، حيث تقدمت ببيان يتهم الحكومة السورية بتدمير التراث السوري، والمواقع التراثية في سورية، ولاسيما المدرجة منها على لائحة التراث العالمي، والاعتداء على الأرواح والممتلكات، وانتهاك حقوق المواطنين السوريين، وقتل الصحفيين وإخلال سورية الدولة العضو في منظمة اليونسكو بالتزاماتها بمضامين الاتفاقيات والمواثيق الدولية لمنظمات الأمم المتحدة الموقعة عليها، وفي مقدمتها الاتفاقيات الموقعة مع منظمة اليونسكو ذات الصلة بمجالات اختصاصاتها، مطالبين المديرة العامة لليونسكو باتخاذ إجراءات صارمة حيال سورية. وقد قدم الوفد السوري المؤلف من الدكتور فرح سليمان المطلق معاون وزير التربية والسفيرة لمياء شكور المندوب الدائم للجمهورية العربية السورية لدى اليونسكو والدكتور نضال حسن أمين اللجنة الوطنية السورية لليونسكو مذكرة رسمية باسم المندوبية الدائمة لسورية إلى رئاسة المجلس التنفيذي، وذلك في إطار رده على الوفد التركي، حيث فند فيها ادعاءاته، وكشف النقاب عن خيوط المؤامرة التي تحاك ضد سورية في أروقة اليونسكو، والتي تعد لها كل من تركيا وأميركا وحلفائها وبعض الدول العربية والأطلسية والكيان الصهيوني. وأوضحت المذكرة صمود سورية وتصديها للإرهاب وللفكر السلفي الظلامي الذي يعيث في أرض سورية نهباً وقتلاً وتدميراً للتراث والآثار، والموقف العقائدي السلبي لهذا الفكر من التراث الإنساني والحضارة الإنسانية وأوابدها. كما بينت المذكرة تورط الحكومة التركية في الاتجار غير المشروع بالآثار السورية وانتهاك المحرمات في مخيمات إيواء اللاجئين السوريين، مما دفع العديد من الدول الأعضاء طلب الكلمة تأييداً لما جاء في مداخلة الوفد السوري، حيث ساندت وفود كل من الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي الآتية (روسيا الاتحادية والصين وفنزويلا وكوبا والغابون وجمهورية إيران الإسلامية بصفة دولة عضو مراقب) وطالبت جميعها بوقف العنف في سورية، واللجوء إلى الحل السياسي، وعدت التهجم التركي والدول المساندة لها تدخلاً سافراً بشؤون دولة عضو مؤسسة لليونسكو، في حين ساندت وفود كل من الولايات المتحدة الأميركية واليابان وباكستان ومصر الوفد التركي. وأدلت المجموعة العربية ومجموعة دول الاتحاد الأوروبي وأفغانستان بمداخلات طالبوا فيها جميع أطراف النزاع بالحفاظ على الإنسان السوري والآثار السورية. واتخذت المديرة العامة لليونسكو ايرينا بوكوفا موقفاً أبرزت فيه الجهود التي بذلتها اليونسكو منذ بدء الأزمة في سورية، مبينة حجم الحراك السياسي والدبلوماسي الذي قامت به لإدانة أعمال العنف والاعتداء الممنهج على مواقع التراث السوري وخاصة المدرج منها على لائحة التراث العالمي، وأكدت أن عمل اليونسكو هو واجب أخلاقي تفرضه مسؤولية صون تراث ثقافي استثنائي هو للإنسانية جمعاء، كما قالت إن المواقع الأثرية السورية روت الحوار بين الثقافات والحضارات. وناشدت المديرة العامة الدول الأعضاء في اليونسكو استنفار جهودها لمساندة المنظمة في مساعيها للحفاظ على التراث الإنساني في سورية الذي يعد جزءاً من مسؤولياتها أمام المجتمع الدولي، في حين طالبت رئيسة المجلس التنفيذي اليساندرا كومينز الدول الأعضاء بالخروج من حالة الاستقطاب السياسي المهددة لقيم اليونسكو. |
|