تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سويسرا ..هل تتخلى عن السرية المصرفية؟

اقتصاد عربي دولي
الأحد 28-4-2013
إعداد : قاسم البريدي

جدل جديد في موضوع السرية المصرفية بدأ يطفو على الساحة السويسرية بين مؤيد ومعارض لإلغاء السرية أو إبقائها، بعدما واجه هذا البلد الصغير والغني والذي مازال خارج مظلة اليورو ضغوطا دولية لمكافحة التهرب الضريبي، وقد تضطر في نهاية المطاف إلى التخلي عن السرية المصرفية التي صنعت شهرتها.

شكوك قانونية‏

وقال رئيس مركز القانون المصرفي والمالي في جنيف، لوك تيفينوز، لصحيفة محلية نشر مؤخرا أشك في أن تتمكن سويسرا من التملص من هذا الأمر.‏

ويرى تيفينوز أن الوضع قد تبدل، مشيراً إلى قرار لوكسمبورغ الأخير بالموافقة على هذا التبادل التلقائي للمعلومات مع الدول الأخرى الأعضاء بالاتحاد الأوروبي اعتباراً من عام 2015، والاتفاق الموقع لنفس الغرض بين سويسرا والولايات المتحدة بعد تهديد الأخيرة بمنع المصارف السويسرية من العمل فيها.‏

وقال إن هناك بعض الأمور التي تكفي لإعطاء صورة سلبية عن سويسرا وتضعها في الخانة نفسها مع بعض مراكز أوفشور التي لا تحظى بسمعة جيدة. وأضاف لدينا مصلحة في المشاركة في تحديد معيار دولي بدلا من فرضه علينا.‏

وتأتي تعليقات تيفينوز بعد دعوة مجموعة العشرين إلى وضع معيار دولي حول تبادل المعلومات المصرفية من أجل مكافحة التهرب الضريبي.وتعتبر السرية المصرفية في سويسرا من ضمن حماية الحياة الخاصة، وهو أمر لا يمكن انتهاكه مثل السرية الطبية على حد قول الرأي العام السويسري، حيث رفضت السلطات السويسرية حتى الآن التخلي عن هذا المبدأ الذي جعل من سويسرا ملاذا بالنسبة لأصحاب الأموال الذين يريدون استثمارها سريا.‏

لا سبب جوهرياً‏

وبدوره اعتبر رئيس الكونفدرالية السويسرية فيلي مورير انه لا يوجد أي سبب لتغيير الاستراتيجية السويسرية بالنسبة إلى السرية المصرفية، بعدما أعلنت لوكسمبورغ عزمها على إلغاء السرية المصرفية في أراضيها ابتداء من العام 2015.‏

وقال الرئيس السويسري في مقابلة صحفية إن المرحلة الحالية خطرة على سويسرا إلا أن هذا البلد وخلافا للوكسمبورغ ليس عضواً في الاتحاد الأوروبي، موضحا أنها تلتزم بمعايير منظمة التعاون والتنمية في أوروبا مشبها السرية المصرفية بالسرية الطبية و الدولة -على حد قوله -عليها ان تحترم تماما الخصوصية وعليها ألا تعرف ما لديك في حسابك المصرفي.‏

وأوضح أن سويسرا قدمت تنازلات عندما وافقت على رفع السرية المصرفية عن المودعين الأميركيين في المصارف السويسرية إلا أنه استدرك قائلاً: إن الضغوط الداخلية يمكن أن تدفع سويسرا إلى تغيير موقفها.‏

ورداً على سؤال حول الأثرياء الذين يستفيدون من السرية المصرفية للتهرب من دفع الضرائب قال في كل نظام هناك إمكان للتهرب، ولا بد من تصحيح مواقع الخلل لمنع التهرب الضريبي.والسؤال : هل هناك من مخرج أمام سويسرا التي تمتحن هذه المرة امتحانا قاسيا وقد يعجبها أم لا ..وهذا ماتجيب عليه الأيام القادمة بعدما أجل الموضوع لسنوات عديدة .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية