تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


البنك الدولي يغازل القارة السمراء

اقتصاد عربي دولي
الأحد 28-4-2013
إعداد ـ بشار الحجلي

من جديد يطالعنا جهابذة البنك الدولي بحزمة واسعة من التوقعات التي لا تبتعد في جوهرها عن أماني العاملين فيه في تحقيق المزيد من النجاحات في إحكام السيطرة على مقدرات الدول والشعوب التي تعاني حالات العوز والفقر والمشكلات الاقتصادية.

اليوم أخذت وصفات البنك الدولي درجات أعلى من المألوف عندما توجهت لمغازلة دول القارة السمراء في رفع سقف التوقع بتحقيق النسب الأعلى من النمو الاقتصادي، خاصة في الدول الواقعة جنوبي الصحراء الكبرى بالإعلان عن أن معدلات النمو فيها سوف تتجاوز معدل النمو العالمي في السنوات الثلاث المقبلة.‏

زيادة التدفقات‏

وقال البنك في تقرير أصدره مؤخراً: إن ارتفاع أسعار المواد الأولية التي تصدرها الدول الإفريقية وزيادة الاستثمارات، إضافة إلى تعافي الاقتصاد العالمي كلها عوامل ستتضافر لرفع معدل النمو في هذه الدول إلى أكثر من 5 %، ولكنه أضاف إنه ينبغي على الحكومات الإفريقية أن تبذل المزيد من الجهود للتأكد من أن هذا النمو سيساعد في محاربة الفقر.‏

الجهود التي أشار إليها البنك، والتي ستساعد على محاربة الفقر تعني بالنسبة له أن تسلك الدول الإفريقية المقصودة خطوات أكثر وضوحاً تجاه التطبيق الحرفي لنصائح البنك الدولي وأن تقدم المزيد من التنازلات التي تحجز لها مكانة تحت العباءة الاستعمارية الدولية الجديدة .‏

مبرر ما قلناه هنا ناجم عن العديد من التدخلات السافرة للبنك الدولي في مسألة السيادة للدول التي يتوجه إليها بعطاءاته المشروطة، وقد أطلق قادته الكثير من التأكيدات حول فشل المفاوضات المؤدية لتقديم القروض لدولة مثل مصر رغم أنها قدمت ما قدمت وما زالت تقدم مع ارتفاع أصوات الجياع والرافضين لسياسات النظام الإخواني في مصر.‏

مستويات قياسية‏

وقال البنك: إن الاستثمارات الخارجية المباشرة في الدول الإفريقية ستبلغ مستويات قياسية في السنوات المقبلة، إذ ستصل إلى 54 مليار دولار بحلول عام 2015. مشيراً إلى أن النمو الاقتصادي القوي الذي تشهده القارة الإفريقية قد أسهم فعلا في محاربة الفقر في القارة في السنوات العشر الماضية.‏

وتشير الأرقام الأولية التي نشرها البنك في تقريره إلى أن نسبة الأفارقة الذين يتقاضون اقل من دولار واحد و25 سنتا في اليوم انخفضت من 58 % من مجموع سكان القارة إلى 48,5 %في الفترة المحصورة بين عامي 1996 و2010.‏

ما بعد الوصفات‏

قياسا على ما تقدم نطرح سؤالا حول أداء البنك الدولي وهو أكبر مؤسسة تمويل دولية محكومة من السياسات الأميركية المسؤولة عن أزمات العالم اليوم ،وخاصة بعد أن صار واضحا أن تلك السياسات تتخذ من البنك الدولي رأس حربة مسمومة تستهدف القوة الاقتصادية للدول المستهدفة الأمر الذي يفسر ارتباط تدخلات البنك بالكثير من الأزمات الاقتصادية التي ترزح معظم دول العالم تحت وطأتها والناجمة في معظمها عن وصفات إنقاذية عمت كوارثها الكثير من دول العالم التي قبلت بالشروط الدولية التي لا تخرج في حقيقتها عن أدوات لتكبيل تلك الدول وربطها مباشرة بالسياسات التي يريدها من يحرك مؤسسة البنك الدولي ويستفيد مباشرة من تدخلاتها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية