تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأسلحة «الأليفة والمتوحشة»!!

حدث وتعليق
الأحد 28-4-2013
أحمد حمادة

تبدو مطالبات الأمم المتحدة وإلحاح أمينها العام بان كي مون على فتح تحقيق باستخدام السلاح الكيماوي في سورية

في غاية الغرابة إذا ما قورنت بنفس المطالب و«عدم الإلحاح» طبعاً عندما يتعلق الأمر بترسانة اسرائيل النووية والكيميائية والجرثومية ومختلف صنوف الأسلحة المحرّمة دولياً.‏

فعلى الرغم من امتلاك اسرائيل لترسانة نووية هائلة ومدمرة ويقدرها الخبراء بأكثر من 400 رأس وقنبلة نووية فضلاً عن أسلحة كيميائية وجرثومية تهدد أمن المنطقة والعالم فإن غيرة الأمم المتحدة وأمينها العام على الأمن العالمي لم تتحرك يوماً كما هي الآن باتجاه سورية وقبل ذلك باتجاه العراق الذي أثبتت المنظمة الدولية أنها كانت المطيّة والأداة التي استخدمتها واشنطن لغزوه وتدمير مؤسساته وقتل مئات الألوف وتشريد الملايين من شعبه.‏

وحتى إذا قام مسؤول أممي بفضح هذه السياسة الدولية الساكتة عن الغموض النووي الاسرائيلي والمتسترة على عدم السماح بتفتيش المواقع النووية الاسرائيلية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو إذا طالب هذا المسؤول باخضاع اسرائيل للقانون الدولي فيما يتعلق بالسلاح النووي كما فعل ريتشارد فولك منسق حقوق الإنسان في فلسطين المحتلة مؤخراً فإن تلك المطالبات تذهب إلى أدراج النسيان أو تظل حبراً على ورق لأن السطوة الأميركية على مؤسسات الأمم المتحدة ليس لها حدود.‏

بالأمس «فولك» حذر من أن السياسات التي تتبعها اسرائيل المسلحة نووياً وضعت المنطقة بأكملها في خطر كبير وقبله عشرات ومئات المسؤولين الدوليين كرروا الأمر ذاته لكن أحداً لم يتحرك ضد هذه الأخيرة ولم يجبرها على السماح للمفتشين الدوليين بالوصول إلى منشآتها أو التوقيع على الاتفاقية الدولية للحد من الأسلحة النووية ربما لأن الأميركيين وحلفاءهم يعتبرون أن أسلحة اسرائيل «أليفة» وغير قاتلة وغيرها أسلحة متوحشة ولها مخالب حادة!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية