تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الجعفري : تركيا تدرب وتمول وترعى آلاف الإرهابيين وتفتح حدودها أمامهم .. فرض حظر جوي على سورية يحتاج إلى قرار أممي وهذا لن يحصل

دمشق
سانا - الثورة
صفحة أولى
الأحد 28-4-2013
أكد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة أن اثارة الدول الغربية لملف استخدم السلاح الكيميائي في سورية

جزء لا يتجزأ من حملة الضغوط التي تمارس على سورية شعبا ودولة وحكومة من أجل الحصول على تنازلات منها على أكثر من ملف.‏

وقال الجعفري في مقابلة مع قناة ان بي ان اللبنانية أمس ان أعداء سورية لجؤوا منذ بداية الازمة إلى أساليب مختلفة والى استثمار بعض الظروف الخاصة من أجل الضغط على سورية والحصول منها على تنازلات سياسية مهمة ومنها مسائل المساعدات الانسانية والمهجرين ومهمتا المراقبون العرب والامم المتحدة ومهمتا كوفي عنان والاخضر الابراهيمي.‏

وردا على كلام وزير الخارجية الامريكية جون كيري حول فرض حظر جوي أو تسليح المعارضة في حال ثبت استخدام السلاح الكيميائي أوضح الجعفري أن فرض منطقة حظر جوي لا يمكن أن يتم الا عبر قرار لمجلس الامن وهذا من رابع المستحيلات أما بالنسبة لتسليح المعارضة فالكلام الامريكي هو لذر الرماد في العيون لان تسليح المجموعات الارهابية قائم ودعمها ماليا وسياسيا مستمر ومعالجة مصابيها في المشافي الاسرائيلية معروف كما أن آلاف العناصر من القاعدة والمجموعات المتطرفة وزعران الجهاد مازالوا يدخلون سورية عبر الحدود التركية.‏

ولفت الجعفري إلى أن تركيا تفتح حدودها مع سورية بكاملها لكل أشكال تسريب وتدريب وتمويل ورعاية آلاف الارهابيين الذين يتم جمع شتاتهم من كل أصقاع الدنيا حيث ذكر الابراهيمي في احاطته لمجلس الامن قبل أسبوع أن هناك 40 الف ارهابي أجنبي مسلح يقاتلون الان في سورية بينما ذكر تقرير أوروبي صادر عن أحد مراكز الابحاث في لندن قبل نحو أسبوعين أن 805 من الاوروبيين الارهابيين يقاتلون في سورية في صفوف جبهة النصرة.‏

وأضاف الجعفري ان الغرب يستطيع التآمر على سورية بغض النظر عن الحصول على تغطية شرعية من مجلس الامن وسبق ان قام بذلك ضد يوغسلافيا وليبيا والعراق ولكن لايمكنه من باب الشرعية الدولية والقانون الدولي استحصال أو استصدار قرار من مجلس الامن يسمح له بفرض منطقة حظر جوي فوق سورية أو أي جزء منها.‏

وأوضح الجعفري أن سورية تقدمت بطلب رسمي للامين العام للامم المتحدة من أجل المساعدة في التحقيق باستخدام السلاح الكيميائي في بلدة خان العسل بريف حلب ومن قام بهذه الجريمة وأثناء انعقاد جلسة خاصة لمجلس الامن لمناقشة الموضوع ادعى سفيرا فرنسا وبريطانيا أن السلاح الكيميائي استخدم في حمص تحديدا منذ أربعة أشهر.‏

وقال الجعفري ان رئيس مجلس الامن المندوب الروسي سأل السفيرين الفرنسي والبريطاني لماذا انتظرتم أربعة اشهر حتى تتحدثوا عن ذلك ولكن لم يكن لديهما جواب وطالبا مجلس الامن بادراج حمص في قائمة المواقع التي ينبغي على فريق التفتيش زيارتها.‏

وأضاف الجعفري ان المندوب الروسي فيتالي تشوركين انتقد الخطوة الفرنسية البريطانية واعتبرها محاولة لتقويض الطلب السوري الرسمي بالتحقيق في استخدام السلاح الكيميائي في حلب.‏

وأكد الجعفري أن هدف القوى الغربية من ذلك هو تكرار السيناريو العراقي من خلال فتح أبواب سورية لما يسمى التفتيش الارعن غير المنضبط وتغطيته بآليات الامم المتحدة من أجل استباحة سيادة سورية عبر اثارة مزاعم تتعلق باستخدام السلاح الكيميائي.‏

وأوضح الجعفري أن الحكومة السورية معنية أكثر من غيرها بسلامة شعبها ولذلك طلبت من الحكومتين الفرنسية والبريطانية وأمين عام الامم المتحدة مشاطرتها المعلومات التي بحوزتهم وفي حال كانت هناك مصداقية لها وبعد التأكد من نزاهة وموضوعية فريق التفتيش الذي سيحقق في خان العسل ستطلب الحكومة السورية نفسها مجددا من الامين العام مساعدتها على التحقيق في ادعاءات اخرى وبالتالي ذهبت سورية بعيدا جدا في المرونة الدبلوماسية ولكن هدف الطرف الاخر ألا يحدث تفتيش في الاساس لانه يعرف من استخدم السلاح الكيميائي.‏

وأشار الجعفري إلى ان الامم المتحدة أنشأت فريقين للتفتيش عن احتمال وجود أسلحة دمار شامل في العراق وبعد 18عاما من التفتيش خلصت اللجنتان إلى أنه لا وجود لتلك الاسلحة ومع ذلك تم احتلال العراق وتدميره والاهم من ذلك أنه عندما قدمت لجنة التفتيش تقريرها إلى مجلس الامن في عام 2008 وقالت فيه انها لم تعثر على شيء رفضت الدول الغربية أن تسجل عبارة أن اللجنة لم تجد شيئا في العراق في محضر رسمي وتم انهاء عمل لجنة التفتيش بشكل سري والاحتفاظ بوثائقها في صناديق خاصة للامم المتحدة مضادة للرصاص وممهورة بالشمع الاحمر على أن تفتح بعد 60 عاما.‏

وقال الجعفري ان السؤال المهم هو لماذا حصل كل ذلك في منظمة دولية يفترض أنها أم الشفافية في الدبلوماسية العالمية.‏

ولفت الجعفري إلى أن أعداء سورية افتعلوا الملفات الكثيرة من أجل الضغط على سورية ولكنهم لم يصلوا إلى شيء ولذلك يحاولون الان استثمار آليات مجلس الامن من أجل تكرار السيناريو العراقي.‏

وأضاف الجعفري ان هؤلاء لم ولن ينجحوا ونحن مطمئنون كل الاطمئنان إلى أن الدسائس التي يحيكونها لتكرار السيناريو العراقي لن تنجح لان هناك أصدقاء لنا في مجلس الامن كما أن لجان الخبراء تقوم بتقديم تقارير ذات مصداقية كالتقرير الاخير الذي قدمه خبراء معنيون بتطبيق قرار مجلس الامن حظر الاسلحة على ليبيا وقالوا فيه ان السعودية وقطر وتركيا والامارات العربية المتحدة منخرطون بتهريب السلاح إلى سورية عبر أكثر من جبهة.‏

وأكد الجعفري أن الهدف من دعم الارهابيين بالمال والسلاح هو افشال الحل السياسي للازمة في سورية وأن دعوة أمين عام الجامعة العربية الدول العربية إلى تسليح المعارضة هو اطلاق للنار على مهمة الابراهيمي وتكذيب لادعاءات الجامعة بأنها تسعى وراء تسوية سلمية.‏

وقال الجعفري ان من يقود العدوان على سورية اليوم هو نفسه من وضع ونفذ سايكس بيكو ووعد بلفور وسرق فلسطين ومن قام بالعدوان الثلاثي على مصر ومن المستغرب أن بعض العرب يجادل في مدى مصداقية أو ايجابية النوايا لدى الدول الغربية تجاهنا جميعا.‏

وأضاف الجعفري ان الامر الجديد في الصورة هو أن تلك القوى تحاول أن تستدرج الولايات المتحدة إلى ساحة حرب جديدة في المنطقة لانها تدرك أنها عاجزة وحدها عن القيام بتلك المهمة ولكن هناك في واشنطن تيارين الاول تمثله وزارة الخارجية والثاني يمثله البنتاغون والكلمة الفصل بين التيارين تعود إلى البيت الابيض والرئيس باراك أوباما شخصيا.‏

وأشار الجعفري إلى أن الدول الغربية والخليجية كانت تراهن على أن المتطرفين سيذهبون إلى سورية ليقتلوا السوريين الابرياء وليقتلوا فوق الارض السورية وبالتالي ستتخلص من أولئك الزعران لكن المشكلة ظهرت عندما استطاع بعض أولئك الزعران العودة إلى بلادهم فتخوفت عواصم الدول المنخرطة في سفك الدم السوري من امكانية أن يقوم هؤلاء الارهابيون مجددا بتعبئة شريحة من الشباب في الدول الغربية وغيرها من أجل استمرار مسيرة العنف والارهاب في تلك العواصم.‏

وأوضح الجعفري أن سورية قامت بشكل رسمي بابلاغ مجلس الامن برسائل موثقة في الارشيف بأن هناك عناصر تابعة للقاعدة ولجبهة النصرة المرتبطة بها ولمجموعات ارهابية تحمل أسماء مستعارة كلها مرتبطة بالقاعدة والابراهيمي تحدث عن هذا البعد وعن الخطر من امتداده عربيا وغربيا بشكل مسهب في احاطته لمجلس الامن.‏

وأضاف الجعفري ان الابراهيمي قال انه يعتبر أن عملية جنيف أضحت باطلة بعد قرار الجامعة العربية في قمة الدوحة تسليح المعارضة والاعتراف بالجناح المتطرف الخارجي في المعارضة الخارجية السورية كممثل وحيد للشعب السوري وبالتالي هو الان يطير وفقا لتوصيفه بجناح واحد لانه ممثل للامم المتحدة وهناك معلومات تشير إلى أنه طلب اعفاءه من الجناح الاخر الذي هو الجامعة العربية التي تغدر به وتكذب عليه وتمارس معه ومع غيره لغة مزدوجة.‏

وقال الجعفري ان العرب غير متمسكين بالابراهيمي وهم يعرفون أنه عاجلا أم اجلا سيستقيل أو يطالب باعفائه من الجانب التمثيلي للجامعة العربية على الاقل في مهمته ولذلك سارع رئيس وزراء قطر وأمين عام الجامعة العربية إلى لقاء الابراهيمي في نيويورك ودار الحديث لمدة ساعة حول هذه النقطة بالذات.‏

ولفت الجعفري إلى أن ما يسمى الجامعة العربية هي من أطلق رصاصة الرحمة على مهمة الابراهيمي كما فعلت بمهمة الجنرال الدابي ومهمة عنان ومهمة الجنرال مود لان أولئك الذين يتلاعبون بمقدرات الجامعة العربية وخاصة قطر والسعودية والنفوذ التركي لا يريدون حلا سلميا يوقف سفك دماء الشعب السوري.‏

وأكد الجعفري أن من يسفك الدم السوري ويرفض التسوية السلمية والانخراط في الحوار الوطني الشامل وصولا إلى سورية جديدة لكل السوريين على أسس من العدالة الاجتماعية والانصاف ومكافحة الفساد ليس معارضا شريفا ولا وطنيا بل هو عميل لقوى خارجية تريد أن تصفي حساباتها مع سورية الوطن وسورية الرقم الصعب التي طردت الاحتلال بالمقاومة وعززت مفهومها في المنطقة ووقفت في وجه اسرائيل وساعدت المقاومة اللبنانية والفلسطينية.‏

وقال الجعفري ان رفع سورية يدها عن كل هذه الملفات يعني انتهاء القضية الفلسطينية بالمطلق وانتهاء امكانية قيام دولة فلسطينية وسورية ليست الا محطة والمحطة القادمة ستكون ايران والعراق مجددا ولبنان والاردن ومصر والجزائر.‏

وأضاف الجعفري اننا كسوريين معنيون جميعا بالحفاظ على سورية دولة قوية منيعة متينة تريد الخير لكل أبنائها ونريد جميعا اعادة بناء هذا الوطن على أكمل وجه ونحن قادرون على ذلك ان كان في الداخل أو الخارج.‏

واكد الجعفري ان التهويل والحرب الاعلامية على سورية هدفه تسميم الرأي العام العالمي والعربي من خلال الترويج لصور خاطئة عما يجري في سورية لانه لا يمكن لحكومة أن تقوم بقتل شعبها كما يروجون بل هي تواجه ارهابيين مسلحين ينفذون تفجيرات ارهابية انتحارية في المناطق السكنية ويقتلون الطلاب في المدارس والجامعات ويدمرون البنية التحتية للاقتصاد الوطني.‏

وأوضح الجعفري أن الحسم والفصل على الارض هو الاساس في صناعة القرار النهائي المتعلق بالوضع في سورية ومن المهم جدا أن يكون هناك حسم ناجز يضعف أي مصداقية ان وجدت للمجموعات الارهابية المسلحة ويخرج الارهابيين الغرباء الاجانب من الارض السورية بعد أن يكونوا قد فشلوا في القيام بالمهام التي أوكلتها اليهم القوي التي ترعاهم ومنها قوى البترودولار الاسود الحاقد.‏

ولفت الجعفري إلى أن الامم المتحدة ليست منظمة خيرية بل هي انعكاس لموازين القوى العالمية وهي ثمرة نجاح الدول التي انتصرت على النازية والفاشية في الحرب العالمية الثانية ولكن هناك الان صحوة دولية سببها الازمة في سورية لا تريد أن تستمر الدول النافذة في مجلس الامن بسوء استخدام آليات الامم المتحدة من أجل تقويض سيادة الدول واستباحتها والبيع والشراء فيها والتلاعب بآلام وآمال وطموح الشعوب.‏

وقال الجعفري ان الوضع الان في مجلس الامن هو مداولات مستمرة ولا يوجد أي خطوط واضحة عريضة حول التوجه النهائي الذي ستأخذه تلك المداولات ولكن وزارة الخارجية الاردنية طلبت عقد جلسة مغلقة للمجلس يوم الثلاثاء لاثارة مسألة ما تسميه اللاجئين السوريين في الاردن وطلب المساعدة الدولية.‏

وأضاف الجعفري ان الشعب السوري عندما احتضن ملايين من الاخوة العراقيين ممن هربوا من تبعات الغزو الامريكي البريطاني والاخوة اللبنانيين والفلسطينيين لم تأت الحكومة السورية إلى مجلس الامن ولم تتسول على باب أحد وقامت بواجبها القومي تجاههم وليست نادمة على ذلك لانها تؤمن بأن مساعدة الشقيق واجب شرعي وأخلاقي وقومي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية