|
ترجمة تصم لها الآذان مثل اتهام رئيس البلاد بعملية اغتصاب أو أن رئيساً سابقاً للحكومة قد تقاضى الرشاوى وأن الأرض المقدسة أصبحت أرضاً مدنسة وأن سارقاً مجهول الهوية استطاع الدخول إلى مكتب رئيس هيئة الأركان وسرقة بطاقته الائتمانية ومسدسه أو أن موظفاً صغيراً سرق 2000 وثيقة سرية جراء ضعف الرقابة الأمنية أو أن رئيس الحكومة يستجدي إيلي ويسل في التوسط له مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، مثله في ذلك مثل يهود الشتات الذين كانوا يبحثون عمن يتوسط لهم عند الرجل النبيل. وماذا يمكننا القول عن نتنياهو الذي ألغى في اللحظة الأخيرة حضوره المؤتمر النووي في وشنطن تحسبا من تجاهل أوباما له وعمد إلى إيفاد دان مريدور بدلاً عنه، الذي لقي حفاوة وترحيباً. وعن متطرف مثل ليبرمان يشغل منصب وزير الخارجية الذي يطلق تصريحاته جزافا ذات اليمين وذات الشمال باستثناء التعرض للسلام مع الفلسطينيين، وماذا يمكننا القول عن وزير الدفاع ايهود باراك الذي يصرح بأنه لن يمدد لرئيس هيئة الأركان، الأمر الذي حول الأخير إلى بطة عرجاء، في الوقت الذي نشاهد فيه الحكومة توزع الأقنعة للمواطنين تحسباً من إطلاق صواريخ سكود على إسرائيل، وفي هذا السياق نشير إلى أن باراك ذاته عندما كان رئيساً لهيئة الأركان بذل قصارى جهده كي يخفي موعد انتهاء توليه لهذا المنصب وعدم إعلانه إلا قبل ثلاثة أشهر من نهاية خدمته. مر اثنان وستون عاماً وها هي السنة الثالثة والستون تهل علينا دون أن نتمكن من تحقيق أي تقدم حتى ولو كان ضئيلاً في المجال الدبلوماسي، على الرغم من أننا لا ننكر بأن البلاد قد شهدت تقدماً ملحوظاً في المجال الاقتصادي، وأصبح الوضع الأمني في إطار المعقول، لكن ما تحقق جعلنا لانتبصر بما قد يحصل لنا في المستقبل، وعلى الرغم من أن عدد الجنود الذين فقدناهم في الصراعات كان قليلاً وأن الإرهاب قد أخذ بالانحسار فليس لنا أن نؤخذ بتلك المظاهر إلى الأبد ونستكين للراحة دون أن نسعى الى تقديم مبادرة جادة نحو السلام. لقد أصبحنا الآن نسمع من دول العالم الكثير من الشجب والتصريحات بشأن البناء في مدينة القدس التي يبدو أن محافظها لم يستطع تفهم ما يمكن أن تسفر عنه عملية البناء في تلك المدينة من إشعال لنار الفتنة، لذلك وصفه أحد الصحفيين أنه معتوه ووصفه آخر بأنه أحمق، أما أنا فلا أرى به سوى إنسان غبي ملتزم بنهج وتوجيهات نتنياهو. نتحدث باستمرار عن التهديد النووي الإيراني لكن عند سؤال أحد كبار المسؤولين الأميركيين عما سيتخذونه من إجراءات حيال هذا الموضوع نجده يتجاهل الإجابة ويقول: إننا ننتظر منكم إجابات على أسئلتنا، وأن تعلموننا بما تريدونه حقا؟ لكن نتنياهو لا يعطي جواباً شافياً خاصة في ضوء توقف الحوار مع أوباما الذي يتوقع من إسرائيل أن تأخذ طلباته ورغباته على محمل من الجد لكن بيبي مازال يعتقد أن أميركا ستقف إلى جانبنا باستمرار وتستخدم حق النقض إزاء أي قرار لايصب في المصلحة الإسرائيلية. يقول أوباما إنه يفضل لغة الحوار على استخدام القوة ويقدم لنا النصح بضرورة تنفيذ ما يطلبه لأنه يشكل جزءاً من الضغط على إيران. منذ فترة وجيزة تفاخر نتنياهو بأنه قد أصدر 1500 قرار في السنة الأولى لتوليه السلطة، لكننا نتساءل عن ما هية تلك القرارات وعما طبق منها على أرض الواقع؟ إن إيجاز أحداث اثنين وستين عاماً تثير في نفوسنا الأسى والكآبة وعلينا أن نعلم بأن التوتر بين أوباما ونتنياهو لن يحل عبر التصريحات والخطابات المبهمة، بل يتعين على بيبي أن يجيب بوضوح وشفافية تفضي إلى البدء بمفاوضات جدية تقوم على أساس تحقيق دولتين لشعبين، ذلك لأنه منذ أن فقدت الثقة بين القائدين وتباينت رؤيتهما ساد التوتر في العلاقات بينهما، على النقيض مما كانت عليه في السابق وأصبح أصدقاؤنا الديمقراطيون يتهيبون مواجهة الرئيس عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، حيث تقدموا بمذكرة وقعها 327 عضواً في الكونغرس إلى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بدلا من تقديمها إلى الرئيس، على الرغم من أن المذكرة لم تتطرق إلى استمرار البناء في القدس واقتصرت المطالب الواردة بها على ضرورة التعامل مع إسرائيل على أساس من الحوار والتفاهم، وهنا نستذكر المذكرة التي رفعها 76 سيناتوراً للرئيس جيرالد فورد يطالبون بها الوقف الفوري للعقوبات على إسرائيل. لقد حقق زعيم الديمقراطيين أوباما إنجازات تاريخية عظيمة وعليه أن يثبت جدارته بنيل جائزة نوبل التي منحت له ذلك لأنه ليس ثمة تأييد من أعضاء الكونغرس لبناء المستوطنات وإن أعضاء المجلس يؤيدونه فيما يتبعه من خطوات نحو السلام. ويتعين على العقلاء أن يقدموا النصح لرئيس الحكومة بمناسبة بدء السنة الثالثة والستين لنشوء إسرائيل بالقبول بتوصيات أوباما تحسباً من أن ينتهي العام بتسوية تفرض علينا. بقلم: يوئيل ماركوس |
|